بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٥٤
حدثت صورة بعد صورة، قامت الصورة الحديثة مقام القديمة وقومت المادة.
وسادسا: يتبين بما تقدم أن القوة تتقدم على الفعل الخاص تقدما زمانيا، وأن مطلق الفعل يتقدم على القوة بجميع أنحاء التقدم - من علي وطبعي وزماني وغيرها -.
الفصل الثاني في تقسيم التغير قد عرفت أن من لوازم خروج الشئ من القوة إلى الفعل حصول التغير إما في ذاته أو في أحوال ذاته (1)، فاعلم أن حصول التغير إما دفعي وإما تدريجي، والثاني: هو الحركة، وهي نحو وجود تدريجي للشئ ينبغي أن يبحث عنها من هذه الجهة في الفلسفة الأولى.
الفصل الثالث في تحديد الحركة قد تبين في الفصل السابق أن الحركة خروج الشئ من القوة إلى الفعل تدريجا، وإن شئت فقل: " هي تغير الشئ تدريجا "، - والتدريج معنى بديهي التصور بإعانة الحس عليه -. وعرفها المعلم الأول بأنها: " كمال أول لما بالقوة من حيث إنه بالقوة " (2)، وتوضيحه: أن حصول ما يمكن أن يحصل للشئ كمال له، والشئ الذي يقصد الحركة حالا من الأحوال، كالجسم - مثلا - يقصد مكانا ليتمكن فيه فيسلك إليه، كان كل من السلوك والتمكن في المكان الذي يسلك إليه

(1) راجع الفصل السابق.
(2) هذا التعريف نسبه إليه الفخر الرازي في المباحث المشرقية، وصدر المتألهين في الأسفار. ونسبه العلامة إلى الحكماء، ثم نسب القول ب‍ " أن الحركة هي حصول الجسم في مكان بعد آخر " إلى المتكلمين، فراجع كشف المراد: 261 - 262. وفي المقام أقوال أخر مذكورة في المطولات، فراجع الأسفار 3: 24 - 31، والمباحث المشرقية 1: 549، وشرح المنظومة: 238 - 239.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»