بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٥٧
بالقوة للمادة متحد معها، فإذا تبدلت القوة فعلا، كان الفعل متحدا مع المادة مكان القوة، فمادة الماء - مثلا - هواء بالقوة، وكذا الجسم الحامض حلو بالقوة، فإذا تبدل الماء هواء والحموضة حلاوة، كانت المادة التي في الماء هي المتلبسة بالهوائية، والجسم الحامض هو المتلبس بالحلاوة، ففي كل حركة موضوع تنعته الحركة وتجري عليه.
ويجب أن يكون موضوع الحركة أمرا ثابتا تجري وتتجدد عليه الحركة، وإلا كان ما بالقوة غير ما يخرج إلى الفعل، فلم تتحقق الحركة التي هي خروج الشئ من القوة إلى الفعل تدريجا.
ويجب أن لا يكون موضوع الحركة أمرا بالفعل من كل جهة كالعقل المجرد، إذ لا حركة إلا مع قوة ما، فما لا قوة فيه فلا حركة له، ولا أن يكون بالقوة من جميع الجهات، إذ لا وجود لما هو كذلك، بل أمرا بالقوة من جهة وبالفعل من جهة، كالمادة الأولى التي لها قوة الأشياء وفعلية أنها بالقوة، وكالجسم الذي هو مادة ثانية لها قوة الصور النوعية والأعراض المختلفة وفعلية الجسمية وبعض الصور النوعية.
الفصل السابع في فاعل الحركة وهو المحرك يجب أن يكون المحرك غير المتحرك، إذ لو كان المتحرك هو الذي يوجد الحركة في نفسه، لزم أن يكون شئ واحد فاعلا وقابلا من جهة واحدة، وهو محال، فإن حيثية الفعل هي حيثية الوجدان وحيثية القبول هي حيثية الفقدان، ولا معنى لكون شئ واحد واجدا وفاقدا من جهة واحدة.
وأيضا المتحرك هو بالقوة بالنسبة إلى الفعل الذي يحصل له بالحركة وفاقد له، وما هو بالقوة لا يفيد فعلا.
ويجب أن يكون الفاعل القريب للحركة أمرا متغيرا متجدد الذات، إذ لو كان
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»