فاما مقدار حركاتها فان القمر يقيم في كل برج يومين و نصف ويقطع الفلك في شهر (واحد)، وتقيم الشمس في كل برج شهرا ويقيم عطارد في كل برج خمسة عشر يوما، وتقيم الزهرة في كل برج خمسة وأربعين يوما ويقيم المشتري في كل برج سنة (ويقطع الفلك في اثنا عشر سنة، وهو كوكب سعد وعند استنارته يصيب الناس الخصب) ويقيم زحل في كل برج ثلثين شهرا ويقطع البروج في ثلثين سنة، الباب الربع في استدارة الفلك والأرض والبحر وفي عظمه والحجة في ذلك والرد على من قال اخلاف ذلك، قال بطلاميوس وغيره من الفلاسفة ان الأرض والماء وسائر الطبائع مستديرة كرية، وان استدارة الأرض كلها وجبالها وبحارها أربعة وعشرين الف ميل، وان قطرها وعمقها وعرضها سبعة آلاف وست مائة وست وثلاثين ميلا، انهم انما استدركوا علم ذلك بأنهم اخذوا ارتفاع القطب الشمالي في مدينتين هما على خط واحد من خط الاستواء مثل مدينة تدمر والرقة فوجدوا ارتفاع القطب في مدينة تدمر أربعة وثلثين جزء وفي مدينة الرقة خمسة وثلاثين جزء وثلث جزء بينهما زيادة جزء وثلث ثم مسحوا ما بين الرقة وتدمر فوجدوا سبعة وستين ميلا فعلموا ان " لكل جزء وثلث جزء جزء من اجزاء الفلك الأعظم "، (1) فالظاهر من الفلك سبعة وستين ميلا من الأرض والفلك ثلث مائة وستون جزء على ما جزئه واتفق عليه علماء الروم والهند وبابل، وانما قسموه هكذا لأنهم وجدوا الفلك قد اقتسمه البروج اثنى عشر فوجدوا
(٥٤٧)