المالح، فالشئ الحلو حار معتدل والدسم مائي هوائي والشي الحريف يلذع فاما الحلو فإنه يلين خشونة اللسان والحامض بارد " ناري "، (1) والمر حار ناري والحريف ناري والمالح حار ارضي والعفص بارد ارضي والعذب أيضا من جنس الحلو غير أنه لما كثرت مائيته نقصت حلاوته، وذكر أرسطوطاليس ان أجناس المذاقات ثمانية منها الحرارة والمرارة والملوحة والحموضة و الحرافة والعفوصة والبشاعة والدسومة، وان أقربها من الطبيعة المعتدلة الحلاوة لأنها تكون من جزء من حرارة تمتزج بجزء من رطوبة وان زادت إحداهما أو نقصت تغير الطعم على قدر ذلك كالثمرة التي تكون أولا صلبة عفصة أرضية ثم تسخن بالقمر والشمس شيئا بعد شئ فتصير حامضة، فإذا اعتدلت حرارتها ورطوبتها بما تستفيد الثمرة من الرطوبة ومن حرارة الشمس نضجت وصارت حلوة، ورب ثمرة يكون ما تلي الشمس منها احمر حلوا ومنها ما لا تطلع عليه الشمس اخضر حامضا، وعلة الحموضة ان تغير الحرارة شيئا فلا تقوى على التغيير التام، فاما الحلاوة فان الشراب إذا طبخته ازدادت حلاوته وان زدته طبخا غلظ وصار رديا، وان أفرطت في طبخه حدثت فيه مرارة، وكذلك العسل والمرق إذا أفرطت في طبخها حدثت فيها مرارة وعلة ذلك غلبة الحر واليبس عليه فالمرارة تحدث من بين الحلاوة والحرافة، وكل شئ مال إلى المرارة قلت حرافته مثل السعد والكمون، وما مال إلى الحرافة قلت مرارته مثل الفلفل والزنجبيل وكل شئ من المرارة أحر وأيبس من الحلو، فاما الحرافة فإنها تحدث من حرارة ويبوسة فاضلة كحجارة النورة التي تستفيد قوة النار فتصير حريفة، فهذه ثلاثة طعوم تحدث من الحرارة إذا تركبت مع اليبوسة أو الرطوبة، فاما الملوحة فعلتها الحرارة واليبوسة فالشمس إذا نشفت الاجزاء اللطيفة مثل مياه البحار
(٣٥٨)