فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٧١
ما كثرت ولزجت رطوبتها جدا صارت كلها رطوبة جامدة مثل الموز لان من شان الماء ان يسيل سيلا فما كانت رطوبته أقوى وأشد تماسكا من رطوبة الموز وكانت فيه هوائية صار كالبطيخ الذي تدوره الهوائية التي فيها، وما كان في غذاء الثمرة من دسم وصفاء فإنها تنعصر وتستكن في جوف نواها ويكون منه زرع الشجرة وتوالدها كما تستكن الأدمغة والمخاخ في العظم ثم يكون منها الزرع و يكون من الزرع التناسل، وما غلظ من غذاء الثمرة اندفع إلى ظاهرها وصار قشرا لها ومكانا لما لان ولطف من اجزائها مثل الجوز واللوز، وإذا كان الجزء الغليظ الذي في غذاء الثمرة ثقيلا صلبا جدا وكان الجزء اللطيف منها رخوا سيالا غاص ذلك الجزء اللطيف في الجزء السيال كما يغوص العظم في اللحم والنواة في الثمرة، فاما علة العقد في الشجر فان النارية التي في الشجر تجذب الشجرة إلى فوق والأرضية التي فيها تجذبها إلى أسفل فيرتفع النبت قليلا فيصير فيما بين حركته إلى فوق والى أسفل عقدة بعد عقدة، وكذلك كل متحرك من الأشياء الأرضية لها بين كل حركتين وقفة وسكون، فما كان من الشجر ارق مائية وأفضل هوائية كان أسرع ارتفاعا ونباتا وأقل عقدا وما كان أكثر أرضية وأشد يبسا كان أكثر عقدا لان الشئ الأرضي الثقيل أبطأ ارتفاعا ونباتا من الهوائي الخفيف، فاما علة الشوك فافراط يبس الشجرة وذلك مثل مخاليب سباع الطير التي تحتد وتتعوج لشدة يبسها، وعلة انشقاق الورق
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»