فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٥٦
الباب الأول منها في خواص الأشياء، قد أتيت بعون الله على شرح ما أردت شرحه من قوى الأبدان والعلل والاعراض اللازمة لها وغير ذلك مما لا يستغني الطبيب عن علمه من المجسة والبول وما أشبههما، وانا اذكر قوى الأشياء والدلائل على تلك القوى من ألوانها وطعومها ومذاقتها بتوفيق الله وعونه، ان لكل شئ قوة يستدل عليها بمذاقتها وله خاصة لا يعرف علتها ولا يدرك غورها الا بالتجارب لأنها خواص غامضة خفية في الأشياء مثل خاصة حجر المغناطيس الذي يجذب به الحديد " والكهربا لقشور الحنطة "، ومن الأشياء ما خاصته ان يقصد المثانة فيفتت الحصى منها مثل العقارب المحرقة وبزر الكرفس الجبلي و منها ما يقصد المثانة فيفتها مثل الذراريح ومنها ما يقصد القلب فيقتل مثل السم ومنها ما يتبع السم ويطلبه ليدفع شره مثل الجدوار و الترياق ومنها ما يعلق في العنق فينفع من وجع اللهاة مثل الحلتيت ومنها ما يعلق في السرة فينفع من وجع الاربية مثل بزر اللفت و منها ما يدخن به البيوت فيطرد الحيات مثل قرن الأيل ومنها ما يعلق في عنق من به ابيلبسيا فيشفي مثل خشبة افاونيا وهو شئ شبيه باكثمكث، وذكر جالينوس انه قد جرب ذلك وجرب أيضا تعليق زبل الذئب على فخذ من به القولنج بخيط من صوف شاة قد أصاب بدنها مخاليب الذئب وانه نفع نفعا عجيبا وانه جرب أيضا لورم اللوزتين ان يتخذ من صوفة خيط وربط بها عنق الأفعى ثم خنق الأفعى واخذ الصوفة وعلقها من العنق، ويقال أيضا ان تعليق الشيونيز من العنق ينفع من الزكام، وكان أبي يأخذ غلصمة الذئب ويعلم على طرفها الذي يلي الرأس علامة ويرفعها فإذا احتيج إليها
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»