فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٤٨
ابيض أو إلى صفرة لطيفة، وبول الشيوخ ابيض غليظ كدر على وجهه شبه الضباب، وبول النساء أشد بياضا وأكثر غلظا من بول المشائخ وفي وسط بولهن شبه السحابة وبول الخصيان بين بول الرجال و النساء، وبول من جاع أو عطش أو تعب أو اصابته حرارة فإنه يشتد صفرته، والبول الطبيعي الصحيح فيما قال أبقراط هو الأشقر اللطيف المعتدل الذي له ثفل سهل أملس وأن يكون في قلته وكثرته و رائحته على ما لم يزل عليه في حال الصحة وما خالف ذلك فإنه خارج عن الطبيعة، وينبغي ان يعرف من البول الطبيعي أشياء أربعة، أولها اللون ثم السمك ثم الرسوب ثم الزمان، اما اللون فقد بينا آنفا، واما السمك فما يكون في سمك القارورة من خثورة أو كثافة، واما الزمان فاستواء حالات البول وان لا يكون يوما نضجا ويوما غير نضج، و قد يتغير البول من غير علة، وذلك أن يكثر الرجل من شرب الماء فيبيض البول أو يعدو أو يتعب أو يصوم كثيرا فيصفر فان أفرط في الصوم والتعب احمر البول، وقد كنت في حداثتي أمضغ الكندر كثيرا فأجد من مائي رائحة البنفسج الخالص ولذلك قال ارسالاؤس الحكيم انه ينبغي للرجل ان يحتمي من كل شئ يغير البول من الأطعمة والأشربة والجماع ثم يأخذ بوله أول ما يقوم من النوم و يأخذه كله فإنه ربما كانت العلامة التي يحتاج إليها في أول البول أو في آخره، وأن يكون الاناء الذي يأخذه فيه مدور الوسط نقيا صافيا طويل العنق مثل المثانة وان كل ما ينبغي النظر فيه ثلاثة أشياء أولها اللون ثم القوام ثم القشار وهو الشئ الراسب في الاناء، فاما القوام فان يكون البول لطيفا أو غليظا أو معتدلا، واما القشار فالذي يرسب في البول شبه النخالة وشبه الرمل أو الصفائح، واما اللون فأوله الأبيض ثم الأصفر ثم الناري ثم الأشقر ومن بعد ذلك الأحمر و
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»