فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٥٠
اراطوس الحكيم ان أفضل البول ما خرج صافيا ثم تكدر وما خرج كدرا ثم صفى لأنه يدل على البرد وعلى ان مادة المرض وغلظه قد بدأ يتحلل، فاما ما خرج صافيا ويبقى صافيا أو يخرج كدرا ويبقى كدرا فذلك ردئ لأنه يدل على أن الطبيعة قد ضعفت عن نضج الغلظ وتحليل المرض، وقال إن كل كدورة فإنما يكون من اضطراب ما في البدن من المائية والريحية والأرضية وذلك بين في العصير، فإنه إذا عصر العنب لا يزال كدرا لان الاجزاء الريحية التي فيه تتحرك وتثير ما في البدن من الاجزاء المائية والأرضية فإذا سكنت تلك الاجزاء التي في العصير واستقرت قرارها في الخوابي والدنان و تخلص بعضها من بعض صفى حينئذ العصير وكذلك البول أيضا، وقال أبقراط ان كدورة البول يدل على أن في البدن اضطرابا شديدا، وقال النفاخات في البول يدل على وجع الكلية وعلى رياح غليظة فيها، الباب الحادي عشر في البول الأبيض اللطيف والبول الأبيض الغليظ، قال ارسالاؤس إذا كان البول ابيض مائيا براقا رقيقا وكان صاحبه مكتهلا دل على مادة غليظة فيه ويدل على ضعف الحرارة أيضا وقوة البرد وربما دل على سدد في الكبد والكلية وربما دل على الأمراض المزمنة، وربما كان مثل هذا البول في بدء حمى الربع لان السودا تسد لغلظها مجاري البول فيخرج لذلك ابيض لطيفا كأنه مصفى، وان كان مثل هذا البول مع حمى ملهبة دل على برسام سيحدث وعلى ان الصفرا قد صعدت إلى الدماغ فلم يبق في الدماغ منها الا شئ قليل ضعيف لا يقوى على تغيير لون الماء، وان ظهر البرسام وبقي لون الماء على هذا الحال دل على الموت وعلى ان
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»