فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٣٥
كتاب التشريح، ونذكر بعده عروق الفصد ومنافعه ان شاء الله، و قال جالينوس انه تصعد إلى العنق أربعة عروق وتنقسم إلى الرقبة فاثنان منها ظاهران واثنان باطنان ويصعد العرقان إلى الدماغ في شؤون الرأس وتنبت من الدماغ عروق صغار كأنها عروق الشجرة الصغار، المقالة الثانية عشر " من النوع الرابع " عشرين بابا، الباب الأول منها في الفصد، العروق التي تفصد كلها من الكبد، فاما عروق القلب فان فيها الريح والدم فان قطع منها لم يحتبس الدم الا بعد جهد لان الريح يحفزه ويخرجه، ولإخراج الدم ثلاثة حدود أحدها ان يخرج ما قرب من الجلد بالحجامة والثانية ان يخرج ما هو وراء ذلك بالعلق والثالث ان يخرج من قعر البدن بالفصد، وأقوى الناس على الفصد من كان مكتهلا قويا لونه إلى السمرة في حمرة بشرته أو حمرة في بياض ومن كان متسع العروق كثير شعر الجسد، فاما الصبيان والهرماء والنساء ومن كان مصفر الوجه نحيف البدن أو كان مفرط السمن أزعر البدن دقيق العروق فإنه يضعف عنه ويكتفي بالحجامة، ولا ينبغي ان يفصد في زمان بارد يابس و لا في زمان حار يابس وينبغي ان يفتصد من كان محرورا في الساعة الأولى " من النهار " وهو غير متعب ولا ممتلئ من الطعام، ومن كان صاحب رطوبة افتصد عند ارتفاع النهار فان رأى الدم رقيقا اخرج منه القليل وان رآه غليظا اخرج منه الكثير حتى يصفو،
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»