فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣١٧
والبول الشبيه بالدم ربما دل على الخير وعلى خروج مادة المرض وربما دل على فساد الكلية، وربما نام العليل فاتحا عينيه فيدل ذلك على الفساد والشر وربما كان ذلك عادة المريض في صحته، وربما هاج وجع في المعدة وامتد مراق البطن إلى فوق ورأى أشياء سوء، يتخيل له بين العينين وترتعد شفته السفلى فيدل ذلك على ورم في الجوف وربما دل على أنه يعرض له القئ عن قريب، المقالة الحادية عشر ثلاثة عشر بابا، الباب الأول منها في الوركين والمفاصل وعرق النسا والنقرس، انه ينحدر إلى الوركين من عظم المتن عصب قوي ثم يمر في أطراف الأصابع ونجري إليهما فضول من الدم والبلغم والرياح فيهيج من ذلك وجع الوركين والمفاصل والنقرس، ويستدل على جنس المرض من حالات المريض في سنة وطباعه وعادته وغذائه ومن علامات الحر والبرد التي قد تقدم ذكرها، وانما يعرض النقرس في اهل الدعة وكثرة الأكل والجماع على الامتلاء و يهيج في شهر نيسان أو في الصيف أربعين يوما ثم يسكن، وانما تنحدر المادة الفاسدة إلى الرجل لأنها في أسفل البدن فإذا كثرت تلك الفضول ولم تجد منفذا أسقمت الرجلين ورجعت إلى البدن أيضا فأسقمته، وقال أبقراط من كان في صلبه أو ساقه برد وخدر شديد وكان كثير المخاط فان مرضه ذلك مزمن وكذلك وجع الورك، واما عرق النسا فإنه يكون من فساد الصفرا أو من كثرة القيام في الشمس فتجف لذلك رطوبة الورك ويكون أيضا من أخلاط ردية تخالط الدم فيحدث وجع في عصب الفخذ ثم ينحدر إلى الأصابع أيضا،
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»