فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣١٣
الرابع والعشرون في أبواب من كتاب أبقراط الحكيم في تقدمة المعرفة، قال الحكيم أبقراط ينبغي للطبيب ان يتقدم في معرفة أحوال الأمراض وقال أيضا ربما كان المرض عقوبة من الله وقد أنكر جالينوس ذلك فقال إن الحكيم أبقراط لم يرد بذلك عقوبة الله لكن أراد فساد الهواء وان الحكيم قد بين في غير هذا الكتاب انه لا يكون لعقوبة الله مرض، وقال أبقراط ينبغي ان ينظر في وجه المريض هل هو متغير عن حال صحته ويشبه وجهه وجه الأصحاء أم لا فإنه إن تغير عن حال صحته فهو ردئ، وقال أبقراط العيون الغائرة و الأصداغ المنقعدة والآذان الباردة المتشنجة وشحوم الآذان المتقلبة وجلود الجباه المتمردة والألوان المخضرة أو المسودة كلها ردية تدل على الموت، ومعناه ان هذه الخصال تدل على ضعف الحرارة الغريزية وانها قد عجزت عن الوصول إلى الأعضاء الظاهرة فيبرد لذلك الدم وإذا برد الدم ولم يصل إلى الأطراف كما كان يأتيه من الغذاء ذبلت لذلك الأعضاء ويبست وتشنجت لأنها تعدم غذائها وحرارتها فيسود اللون من برد الدم وذلك مثل الدم الذي يهرق على الأرض فإذا برد جمد واسود، وقال أيضا ان ابيضت العين وجرى منها " الدم " (1) أو صغرت أحدتهما أو احولت وكان في بياضها عروق حمر أو سود أو لون السماء وجحظتا كان ذلك من علامات الشر والهلاك لان خروج الدم من غير إرادة يدل على فساد القوة الماسكة واعوجاج العين يدل على انقلاب العصب الذي به يديرها وصغر العين يدل على ذهاب القوة، وقال أيضا ظهور بياض العين بغير استطلاق يعرض أو خلفة دليل شر لأنه يدل على

(1) (الدمع)
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»