فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣١٦
الباب السادس والعشرون في علامات الموت والعلامات المتوسطة للخير والشر، قد وصفنا عن الحكيم أبقراط في باب تقدمة المعرفة ما فيه كفاية، وليس يصح ذلك كله في كل حال لعلل كثيرة، وكما ان المطر لا يكون الا بعد أن يظهر الغيم لكنه ربما كان غيم و لم يكن مطر فكذلك الإفاقة والهلاك لا يكونان الا بعد علامات تظهر قبل ذلك جيدة أو ردية لكنه ليس كل العلامات تصدق ولا كل الأطباء يميزها ويعرف لطائفها، وشر العلامات ان تضعف قوة المريض، وإذا رأيت المريض يثب من فراشه ويرشح العرق و يهرب إلى المشي فإنه علامة سوء، وان كثر اختلاف البطن وكان ذلك شبيها بغسالة اللحم وكثر القئ وكان ما يخرج اخضر أو هاج مع ذلك فواق فذلك علامة الموت، وإذا رأيت العرق باردا في الرأس والرقبة ولم يجد عند ذلك راحة فإنه من علامات الشر، فان خرج عرق بارد وبال بولا اسود ودام ذلك وضعفت القوة فهو علامة سوء، وان وثب المريض من فراشه واستوى نفسه فإنه علامة سوء، وان رأيت على البول سحابة مثل الصوفة المتقطعة أو مثل غبار الندافين أو شيئا كنسج العنكبوت في أعلاه فهو علامة سوء، و إذا اسود اللسان ويبست الشفة مع حمى حادة وكان نبض العرق مثل أسنان المنشار أو شبيها بالأمواج أو بدبيب النمل ورأيت في عروق عينيه الخضرة فذلك علامة سوء، العلامات المتوسطة، فاما العلامات المتوسطة فمثل الاسهال و القئ فإنهما ربما دلا على الشر وذلك إذا كثرا وافرطا جدا وربما دلا على قوة الطبيعة وعلى دفع الداء والعرق إذا خرج غير يوم البحران ربما دل على الموت وربما دل على طول المرض،
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»