فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٢١
بالألم قبل أن يشتد عليه ان كان ليلا أو نهارا فليأخذ على الريق وعلى الشبع ولا يحتاج إلى الحمية، الشربة منه مثقالان بماء سخن أو " بالنبيذ " (1) فإنه نافع بأذن الله، الباب الرابع في البرص والحكة والحصف والخنازير والسرطان والقوبا والسعفة، يكون البرص من فساد الدم وبرده فان القوة الهاضمة إذا ضعفت عن تغيير الغذاء جرى الدم إلى البدن كله فاسدا متغيرا، فإن كان علة فساده من البرد والبلغم أحدثت البرص وان كان ذلك من السودا أحدثت البهق الأسود وان كان من رطوبة غليظة فيها حدة أحدثت حكة وجربا وان كانت باردة غليظة أحدثت القوابي وان كانت المادة غليظة أو تخالطها السودا أحدثت الثأليل وان زادت حدته وقلت رطوبته أحدثت الرطي أو قوابي يابسة، ويتولد القمل من بلة عفنة فاسدة ويحدث الحصف من مادة حادة رقيقة تخالطها الصفرا فتثور في البدن، ويكون البهق من دم مستحيل إلى السودا ويكون الكلف من بخارات المعدة الفاسدة كما يعتري النساء الحوامل فإنهن يأكلن أشياء ردية المزاج فيثور ذلك فيهن، وعلامة ما يرجى برئه من البرص إذا غرزت فيه إبرة خرج منه الدم وإن لم يخرج الدم منه لم يرج برئه، فاما الحكة فربما كان من ترك الاستحمام ومن أوساخ الجسد ومن أطعمة ردية الكيموس تندفع فضولها إلى الجلد، فإن كان من عفونة الدم وفساده كان فيه القبح وان كان من بلغم مالح غليظ كان منه حكة وحرقة شديدة، ويكون السعفة في رؤوس الصبيان من دم

(1) " بالشراب "
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»