فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٠٦
اختلاط العقل وسهر ووهج في وجهه، ورأسه، وانما يختلط العقل لأنه ورم يكون بقرب الفواد وموضع النفس، فاما البرسام فإنه يكون من حمى حارة ويتغير معها العقل و تتجلب منه إلى الصدر رطوبة ردية فيحدث منه ورم ووخز في الجنب وربما كان في أحد الجنبين وربما كان في كليهما، وتنصب منه إلى الرية رطوبات فإذا امتلأت منها الرية أسرع القتل، وعلاجه الادهان الباردة الرطبة على الرأس والاستعاط منها والاحتقان بكل شئ بارد رطب وشرب ماء الكشك والرمان الحلو والأشياء التي قد ذكرتها في باب حمى الغب، فان وجد في شراسيفه وخزا إذا تنفس دل على شوصة وان نفث إذا سعل بصاقا متلونا دل على ذات الجنب الذي يكون من البلغم فالحمى إذا قويت بحرارتها دفعت في أول مرضه دل على قصر المرض، وان كان الورم تحت الشراسيف وبقرب الكبد لم يقدر ان يتنفس نفسا جيدا وأحس كان شيئا ثقيلا معلق في ذلك الموضع، قال أبقراط إذا حدث في مراق المحموم اختلاج دل على ورم الجنب وذهول العقل ووسواس، وقال إن جاوز ذلك عشرين يوما ولم ينحل فإنه يرعف في الدور الأول يعني بذلك دور السابوع الأول وإن لم تقلع الحمى بعد ستين يوما دل على أن اجمتاع تلك المعدة والقبح من مادة باردة لان المادة الباردة الغليظة لا تلين ولا تصير قبحا في أقل من أربعين يوما أو في ستين، وقال الحكيم أيضا من اصابه وجع تحت الشراسيف من غير ورم ثم اخذته الحمى على ذلك برء، وانما أراد الحكيم بقوله هذا ذات الجنب، وإن لم ينفث شيئا دل على أن الورم صلب وان نفث ذلك الوجع وقلعته، قال ومن كان به ذات الجنب فلم ينفجر إلى أربعة عشر يوما انتقل ذلك إلى القبح، وقال أيضا ان تقبح ذلك الخراج واستنقى إلى أربعين يوما والا انتقل إلى السل أو
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»