ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٣٥
وقال يرثي الإمام الحسين عليه السلام لا تحذرن فما يقيك حذار * إن كان حتفك ساقه المقدار وأرى الضنين على الحمام بنفسه * لابد أن يفنى ويبقى العار للضيم في حسب الابي جراحة * هيهات يبلغ قعرها المسبار فاقذف بنفسك في المهالك إنما * خوف المنية ذلة وصغار والموت حيث تقصفت سمر القنا * فوق المطهم، عزة وفخار سائل بهاشم كيف سالمت العدا * وعلى الأذى قرت وليس قرار هدأت على حسك الهوان ونومها * قدما على لين المهاد غرار (117) لا طالب وترا يجرد سيفه * منهم ولا فيهم يقال عثار ولرب قائلة وغرب عيونها (118) * يدمى فيخفي نطقها استعبار ماذا السؤال فمت بداثك حسرة * قضيت الحمية واستبيح الجار ما هاشم ان كنت تسأل هاشم * بعد الحسين ولا نزار نزار ألقت أكفهم الصفاح وإنما * بشبا الصوارم تدرك الأوتار أبني لوي والشماتة أن يرى * دمكم لدى الطلقاء وهو جبار لا عذر أو تأتي رعال خيولكم * عنها تضيق فدافد وقفار مستنهضين إلى الوغى أبناءها * عجلا مخافة أن يفوت الثار يتسابقون إلى الكفاح ثيابهم * فيها وعمتهم قنا وشفار متنافسين على المنية بينهم * فكأنما هي غادة معطار حيث النهار من القتام دجنة * ودجى القتام من السيوف نهار والخيل دامية الصدور عوابس * والأرض من فيض النجيع غمار أتوانيا ولكم بأشواط العلى * دون الأنام الورد والاصدار هذي أمية لا سرى في قطرها * غض النسيم ولا استهل قطار لبست بما صنعت ثياب خزاية * سودا تولى صبغهن العار أضحت برغم أنوفكم ما بينها * بنسائكم تتقاذف الأمصار شهدت قفار البيد أن دموعها * منها القفار غدون وهي (119) بحار من كل باكية تجاوب مثلها * نوحا بقلب الدين منه أوار حملت على الأكوار بعد خدورها * ألله ماذا تحمل الأكوار ومروعة تدعو وحافل دمعها * ما بين أجواز الفلا تيار أمجشما أنضاء أغياب السرى * هيماء تمنع قطعها الاخطار مرهوبة الجنبات قائمة الضحى * ما للأسود بقاعها إصحار أبدا يموج مع السراب شجاعها (120) * من حر ما يقد النقا المنهار تهوي سباع الطير حين تجوزها * وتى، وما للسيد (121) فيها غار يطوي مخارم بيدها بمصاعب * للريح دون ذميلها إحسار (122) من كل جانحة تقاذفها الربى * ويشوقها الأنجاد والأغوار حتى تريح بعقر دار لم تزل * حرما تجانب ساحها الاقدار منعت طروق الضيم فيها غلمة * يسري لواء العز أنى ساروا سمة العبيد من الخشوع عليهم * لله ان ضمتهم الأسحار وإذا ترجلت الضحى شهدت لهم * بيض القواضب أنهم أحرار قف ناد فيهم أين من قد مهدت * بالعدل من سطواتها الأمصار ماذا القعود وفي الأنوف حمية * تأبى المذلة والقلوب حرار أتطامنت للذل هامة عزكم * أم منكم الأيدي الطوال قصار وتظل تدعوا آل حرب والجوى * ملؤ الجوانح والدموع غزار أطريدة المختار لا تتبجحي * فيما جرت بوقوعه الاقدار فلنا وراء الثار أغلب مدرك * ما حال دون مناله المقدار أسد ترد الموت دهشة بأسه * وله بأرواح الكماة عثار صلى الاله عليه من متحجب * بالغيب ترقب عدله الأقطار

117 الغرار: القليل من النوم.
118 وفي نسخة: جفونها.
119 وفي نسخة: فهي.
120 وفي نسخة: شعاعها.
121 السيد: الأسد. الذئب.
122 الذميل: سير الإبل اللين. والاحسار الاعياء.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»