ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٣٢
عنوان وقال يرثي الامام أمير المؤمنين علي وأولاده عليهم السلام ويستنهض الحجة المهدي المنتظر:
أقائم بيت الهدى الطاهر * كم الصبر فت حشا الصابر وكم يتظلم دين الاله * إليك من النفر الجائر يمد يدا تشتكي ضعفها * لطبك في نبضها الفاتر نرى منك ناصره غائبا * وشرك العدى حاضر الناصر فنوسع سمعك عتبا يكاد * يثيرك قبل ندى الامر نهزك لا مؤثرا للقعود * على وثبة الأسد الخادر ونوقض عزمك لا بائتا * بمقلة من ليس بالساهر ونعلم أنك عما تروم * لم يك باعك بالقاصر ولم تخش من قاهر حيثما * سوى الله فوقك من قاهر ولابد من أن نرى الظالمين * بسيفك مقطوعة الدابر بيوم به ليس تبقى ضباك * على دارع الشرك والحاسر ولو كنت تملك أمر النهوض * أخذت له أهبة الثائر وإنا وإن ضرستنا الخطوب * لنعطيك جهد رضى العاذر ولكن نرى ليس عند الاله * أكبر من جاهك الوافر فلو تسأل الله تعجيله * ظهورك في الزمن الحاضر لوافتك دعوته بالنهوض * بأسرع من لمحة الناظر فثقف عدلك من ديننا * قنا عجمتها يد الأطر (101) وسكن أمنك منا حشا * غدت بين خافقتي طائر إلى م وحتى م تشكو العقام * لسيفك أم الوغى العاقر وكم تتلظى عطاش السيوف * إلى ورد ماء الطلى الهامر أما لقعودك من آخر * أثرها فديتك من ثائر وقدها تميت ضحى المشرقين * بظلمة قسطامها المائر (102) يردن بمن لا بغير الحمام * أو درك الوتر بالصادر وكل فتى حنيت ضلعه * على قلب ليث شرى هاصر يحدثه أسمر حاذق * بزجر عقاب الوغى الكاسر بان له إن سرى مستميتا * لطعن العدى أوبة الظافر فيغدو أخف لضم الرماح * منه لضم المها العاطر أولئك آل الوغى الملبسون * عدوهم ذلة الصاغر هم صفوة المجد من هاشم * وخالصة الحسب الفاخر كواكب منك بليل الكفاح * تحف بنيرها الباهر (103) لهم أنت قطب وغى ثابت * وهم لك كالفلك الدائر ضماء الجياد ولكنهم * رواء المثقف والباتر كماة تلقب أرماحهم * برضاعة الكبد الواغر وتسمى سيوفهم الماضيات * لدى الروع بالأجل الحاضر فان سددوا السمر حكوا السما * وسدوا الفضاء على الطائر وإن جردوا البيض (104) فالصافنات * تعوم ببحر دم زاخر فثمة طعن قنا لا تقيل * أسنتها عثرة الغادر (105) وضرب يؤلف بين النفوس * وبين الردى إلفة القاهر ألا أينك اليوم يا طالبا * بماضي الذحول وبالغابر وأين المعد لمحو الضلال * بتجديد (106) رسم الهدى الداثر وناشر راية دين الاله * وناعش جد التقى العاثر ويا بن الألى ورثوا كابرا * خميد الماثر عن كابر ومن مدحهم مفخر المادحين * وذكرهم شرف الذاكر ومن عاقدوا الحرب أن لا تنام * عن السيف منهم يد الساهر تدارك بسيفك وتر الهدى * فقد أمكنتك طلى الواتر كفى أسفا أن يمر الزمان * ولست بناه ولا آمر وأن ليس أعيننا تستضئ * بمصباح طلعتك الزاهر على أن فينا اشتياقا إليك * كشوق الربى للحيا الماطر عليك إمام الهدى عز ما * غدا البر يلقى من الفاجر لك الله حلمك غر البغاة * فأنساهم بطشة القادر وطول انتظارك فت القلوب * وأغضى الجفون على عائر (107) فكم ينحت الهم أحشاءنا * وكم تستطيل يد الجائر وكم نصب عينيك يا بن النبي * نساط بقدر البلا الفائر وكم نحن في لهوات الخطوب * نناديك من فمها الفاغر ولم تك منا عيون الرجاء * بغيرك معقودة الناظر أصبرا على مثل حز المدى * ولفحة جمر الغضا الساعر أصبرا وهذي تيوس الضلال * قد أمنت شفرة الجازر أصبرا وسرب العدى راتع * يروح ويغدو بلا ذاعر نرى سيف أولهم منتضى * على هامنا بيد الاخر به تعرق اللحم منا وفيه * تشظي العظام يد الكاسر وفيه يسوموننا خطة * بها ليس يرضى سوى الكافر فنشكوا إليهم ولا يعطفون * كشكوى العقيرة للعاقر وحين التقت حلقات البطان * ولم نر للبغيي من زاجر عجبنا إليك من الظالمين * عجيج الجمال من الناحر وبتنا نود الردى كلنا * لننقل عنهم إلى قابر أجل يومنا ليس بالأجنبي * من يوم والدك الطاهر فباطن ذاك الضلال القديم * مضمره عين ذا الظاهر إلى الان تعمق تلك الجراح * وأوجع منها نوى السابر (108) فعنك انطوى أي تلك الخطوب * فتحتاج فيه إلى الناشر أيوم النبي ومن هاهنا * أتينا بهذا البلا الغامر غداة قضى فغدا العالمون * وكل له دهشة الحائر وهب وما نام حقد القلوب * ولكن رأى فرصة الثائر فأضرمها فتنة لم تدع * رشادا لباد ولا حاضر (109) غدا الدين أهون لما ذكت * لدى القوم من سحمة الصاهر أذلك أم يوم أضحى الوصي * يرى فيئه طعمة الفاجر وعنه تقاعد صحب النبي * ومالوا إلى بيعة الماكر فما في مهاجرة المسلمين * له بعد طه سوى الهاجر ولا في قبيلة أنصارهم * له حيث أفرد من ناصر بني قيلة بعدت قيلة * وما ولدت، عن رضا الغافر أيصبح فيكم بلا عاضد * وصي الرسول ولا وازر وقهرا إلى شيخ تيم يقاد * بكف ابن حنتمة العاهر وتبتز فاطمة بينكم * بحيلتها من أبي الطاهر وأنتم حضور ولم تغضبوا * فيا بؤس للملا الحاضر وحين قضت بيعة الغاصبين * باذواء فرع الهدى الناضر غدت عثرة الوحي لم تخل منهم * ولا حلبة الشاة من ضائر ترى غيلة الشرك أنى تحل * بنجد من الأرض أو غائر وحتى غدوا بين مقبورة * بملحدها في الدجى الساتر وبين قتيل بمحرابه * خضيب الشوى بالدم القاطر وميت بري منه سم العدو * حشا ملؤها خشية الفاطر وبين صريع بصيخودة * تريب المحيا بها عافر قضى والهداية في مصرع * ووسد والرشد في قابر ومن ساهر الهم يبغي النهوض * منتظر دعوة الامر مصائب يفطرن قلب الجليد * وينضخن دمعا حشى الصابر فهل ينشد الصبر في مثلها * وما مثلها دار في خاطر

101 الأطر: الذي يثني القناة.
102 القسطل: غبار الحرب. المائر: المائج الثائر.
103 وفي نسخة: الزاهر.
104 وفي نسخة: وان أجروا الخيل.
105 وفي نسخة: العاثر.
106 وفي نسخة: وتجديد.
107 العائر: القذى. الرمد.
108 سبر الجرح: امتحن غوره ليعرف مقداره.
109 من هذا البيت إلى اثني عشر بيتا بعده لم تثبت في الديوان المطبوع.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»