ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٤٦
وقال يرثيه عليه السلام:
أناعي قتلى الطف لا زلت ناعيا * تهيج على طول الليالي البواكيا أعد ذكرهم في كربلا إن ذكرهم * طوى جزعا طي السجل فؤاديا ودع مقلتي تحمر بعد ابيضاضها * بعد رزايا تترك الدمع داميا (188) ستنسى الكرى عين كأن جفونها * حلفن بمن تنعاه أن لا تلاقيا وتعطى الدموع المستهلات حقها * محاجر تبكي بالغوادي غواديا وأعضاء مجد ما توزعت الضبا * بتوزيعها إلا الندى والمعاليا لئن فرقتها آل حرب فلم تكن * لتجمع حتى الحشر إلا المخازيا ومما يزيل القلب عن مستقره * ويترك زند الغيظ في الصدر واريا وقوف بنات الوحي عند طليقها * بحال بها يشجين حتى الأعاديا لقد ألزمت كف البتول فؤادها * خطوب يطيح القلب منهن واهيا وغودر منها ذلك الضلع لوعة * على الجمر من هذى الرزية حانيا أبا حسن حرب تقاضتك دينها * إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا مضوا عطري الابراد يأرج ذكرهم * عبيرا تهاداه الليالي غواليا غداة ابن أم الموت أجرى فرنده * بعزمهم ثم انتضاهم مواضيا وأسرى بهم نحو العراق مباهيا * بأوجههم تحت الظلام الدراريا تناذرت الأعداء منه ابن غابة * على نشزات الغيل (189) أصحر طاويا تساوره أفعى من الهم لم يجد * لسورتها شيئا سوى السيف راقيا وأظمأه شوق إلى العز لم يزل * لورد حياض الموت بالصيد حاديا فصمم لا مستعديا غير همة * تفل له العضب الجراز اليمانيا وأقدم لا مستسقيا غير عزمة * تعيد غرار السيف بالدم راويا بيوم صبغن البيض ثوب نهاره * على لابسي هيجاه أحمر قانيا ترقت به عن خطة الضيم هاشم * وقد بلغت نفس الجبان التراقيا لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفا * إلى الحشر لا يزداد إلا معاليا هم الراضعون الحرب أول درها * ولا حلم يرضعن إلا العواليا بكل ابن هيجاء تربى بحجرها * عليه أبوه السيف لا زال حانيا طويل نجاد السيف فالدرع لم يكن * ليلبسه إلا من الصبر ضافيا يرى السمر يحملن المنايا شوارعا * إلى صدره أن قد حملن الأمانيا هم القوم أقمار الندي وجوههم * يضئن من الآفاق ما كان داجيا مناجيد طلا عين كل ثنية * يبيت عليها ملبد الحتف جاثيا ولم تدر إن شدوا الحبى (190) أحباهم * ضمن رجالا أم جبالا رواسيا

188 وفي نسخة: هاميا.
189 الغيل: موضع الأسد.
190 الحبى: جمع حبوة وهي ما يشتمل به من ثوب أو عمامة.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»