ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٣٨
وقال يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام على كل واد دمع عينيك ينطف * وما كل واد جزت فيه المعرف أضنك أنكرت الديار فمل معي * لعلك دار العامرية تعرف نشدتك هل أبقيت للدمع موضعا * من الأرض تهمي الغيث فيه (140) وتنطف فهذا ولم تذرف دموعا وإنما * دم القلب من أجفان عينيك يذرف فلا تك ممن ينبذ الصبر بالعرى * إذا غدت الورقاء في الأيك تهتف فما ذاك من شجو فيشجيك نوحها * وهل يستوي يوما صحيح ومدنف ألم ترها لم تذر دمعة ثاكل * ولم ينصدع شمل لها متألف وقد لبست في جيدها طوق زينة * وجيدك فيه طوق حزن معطف إذا ما شدت فوق الأراك ترنما * فأنك تنعى والجوانح (141) ترجف أعيذك أن يهفو بحلمك منزل * تعفى وفيه للأوابد مألف فلا تبك في أطلاله بتلهف * فليس يرد الذاهبين التلهف ولو (142) عاد يوما بالتأسف ذاهب * عذرتك لكن ليس يجدي التأسف وإن جزوعا شأنه النوح والبكا * لغير بني الزهرا ملام معنف بنفسي وآبائي نفوسا أبية * يجرعها كأس المنية مترف تطل بأسياف الضلال دماؤهم * وتلغى وصايا الله فيهم وتحذف وهم خير من تحت السماء بأسرهم * وأكرم من فوق السماء وأشرف وهم يكشفون الخطب لا السيف في الوغى * بأمضى شبا منهم، ولا هو أرهف إذا هتف الداعي بهم يوم من دم * الفوارس أفواه الضبا تترشف أجابوا ببيض طائعا يقف القضا * إلى حيث شاءت ما يزال يصرف ومن تحتها الآجال تسري وفوقها * لواء من النصر العزيز يرفرف لهم سطوات تملأ الدهر دهشة * وتنبث (143) منها الشم والأرض ترجف عجبت لقوم مل أدراعهم ردى * ومل ردائيهم تقى وتعفف يغولهم غول المنايا وتغتدي * بأطلالهم ريح الحوادث تعصف كرام قضوا بين الأسنة والضبا * كراما ويوم (144) الحرب بالنقع مسدف هداة أجابوا داعي الله فاتهى * بهم لقصور من ذرى الشهب أشرف فما خلت في صرف القضا يصرع القضا * وأن جبال الحتف بالحتف ننسف بنفسي رؤوسا من لوي أنوفها * عن الضيم مذ كان الزمان لتأنف أبت أن تشم الضيم حتى تقطعت * بيوم به سمر القنا تتقصف وما ناءت الأطواد في جبروتها * فكيف غدا فيها ينوء مثقف فيا ناعيا روح الخلائق فاتئد * لقد أوشكت روح الخلائق تتلف وأيقن كل منهم قام حشره * كأنك تنعى كل حي وتهتف ويا رائد المعروف جذت أصوله * ويا طالب الاحسان لا متعطف ألا قل لأبناء السبيل: ألا اقنطوا * فقد مات من يحنو عليكم ويعطف ويأسا بني الآمال أن ليس مفضل * عليكم، وللمظلوم ان ليس منصف فأية نفس ليس تذهب حسرة * عليهم وقلب بالأسى ليس يتلف فيا ظلة السارين إن غاب نجمهم (145) * لقد خبطوا في قفرة وتعسفوا ويا لصباح الدين يوم تكورت * شموس الهدى من أفقه فهو مسدف ويا لبني عدنان يوم زعيمها * غدت من دماه المشرفية تنطف لتلق (146) الجياد السابقات عنانها * فليس لها بعد الحسين مصرف وتبك السيوف المشرفيات أغلبا * لها بنفوس الشوس في الروع يتحف فيصدرها ريانة من دمائهم * ويوردها ضمآنة تتلهف وتنعى الرماح السمهريات قسورا * لها بصدور الدارعين يقصف (147) فلله من خطب له كل مهجة * يحق من الوجد المبرح تتلف وأقسم ما سن الضلال سوى الألى * على أمة المختار بغيا تخلفوا فيوم غدوا بغيا على دار فاطم * أتت جندهم بالغاضرية تزحف وقتل ابنها من يوم رضت ضلوعها * ومن هتكها هتك الفواطم يعرف ومن يوم قادوا حيدر الطهر قد غدوا * بهن أسارى شأنهن التهلف (148) فمن مخبر المختار أن بقية * الاله الفتى السجاد بالقيد يرسف ومن مبلغ الزهراء ان بناتها * عليها الرزايا والمصائب عكف تطوف بها الأعداء في كل بلدة * فمن بلد أضحت لاخر تقذف إذا رأت الأطفال شعثا وجوهها * وألوانها من دهشة الرزء تخطف تعالى الأسى واستعبرت ومن العدى * حذارا دموع المقلتين تكفكف بنفسي النساء الفاطميات أصبحت * من الأسر يسترئفن من ليس يرأف ومذ أبرزوها جهرة من خدورها (149) * عشية لا حام يذود ويكنف توارت بخدر من جلالة قدرها * بهيبة أنوار الاله يسجف لقد قطع الأكباد حزا مصابها * وقد غادر الأحشاء تهفو وترجف إليكم بني الزهراء زهر بدايع * تطرز في حسن الرجاء وتفوف (150) وإني فيها أرتجي يوم محشري * بقربي منكم سادتي أتشرف عليكم صلاة الله ما حن طائر * بوكر وما دامت منى والمخيف

140 وفي نسخة: المزن فيها.
141 وفي نسخة: الجوارح.
142 وفي نسخة: وهل.
143 وفي نسخة: تنبس.
144 وفي نسخة: وليل.
145 وفي نسخة: بدرهم.
146 وفي نسخة: لتلو.
147 وهذا البيت لم يثبت في النسخة المطبوعة.
148 هذا البيت والثلاث التي قبله لم تثبت في النسخة المطبوعة.
149 وفي نسخة: خبائها.
150 وفي نسخة: لمدح علاكم كف ذهني يقطف.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»