ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٣٤
وقال يرثي الإمام الحسين عليه السلام:
نعى الروح جبريل بأن ذوي الغدر * أراقوا دم الموفين لله بالنذر نعى وانقلاب الكون في ضمن نعيه * بأن ذوي الحجر استباحوا ذوي الحجر نعى فغدا من في الوجود بدهشة * هي الحشر لا بل دونها دهشة الحشر نعى من بقلب الدهر من جرح جسمه * جراحات حزن لا يعالجن بالسبر نعى ان روح الكون بالطف أقلعت * يد الموت منه وهي دامية الظفر نعى مقلة الاسلام فاحتلب الشجى * دماء أفاويق الدموع من الصخر نعى شطر قلب الدين للدين فاغتدى * ومن قلبه شطر ينوح على شطر نعى من دعا بالدين حي على الهدى * أناسا دعوا بالشرك حي على الكفر نعى داعيا لله حيا وميتا * وفي زبر الأسياف يصدع والذكر نعى ساجدا صلت إلى الله روحه * قضى رأسه المرفوع من سجدة الشكر نعى من بجنب الله للموت نفسه * يجود بها بين القواضب والسمر نعى من أعار الله بالطف هامه * ومن قلبه فيها أقام على جمر نعى ذات قدس يعلم الله أنها * منزهة الافعال في السر والجهر نعى للنفوس التسع من كان عاشر * العقول أبا (116) الخمس الجواهر للفخر نعى الجوهر الفرد الذي في أموره * تجرد للرحمن من عالم الامر نعى من له النفس البسيطة لم تصل * ولو حاولت إدراكه بالقوى العشر نعى صفوة الله العظيم ولطفه * على الخلق في الدنيا وفي الحشر والنشر نعى من له خلق الورى يوم خلقهم * ويوم يقوم الحشر سلطنة الحشر نعى للهدى النصر الإلهي والذي * لمرهفه وسم على جبهة الكفر نعى خير من سار المطي برحله * وأكرم من يمشي سويا على العفر نعى مطعم الهلاك مشبع غرثها * أخي الشتوات الشهب في الحجج الغبر نعى من يضيف الطير والوحش سيفه * وجيش المنايا تحت رايته يسري نعى واسما وجه المنايا بعضبه * فقلب المنايا بين قادمتي نسر نعى من يحلي الشوس ضربا فسيفه * على النحر طوق أو وشاح على الخصر نعى ابن الذي سد الثغور بسيفه * وأفرغ فيها من دم الشوس لا القطر نعى أن أسيافا نحرن ابن فاطم * نحرن بحجر الله كل أولي الامر نعى ظاميا أبكى السماء بعندم * وحق لها تبكي بأنجمها الزهر نعى من بكى لا خيفة من عداته * ولكن لاشفاق عليهم من الكفر نعى شاكرا نال الشهادة صابرا * وقد يجتى شهد العواقب بالصبر

116 وفي نسخة: بني.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»