ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٢٤
وقال يمدح الحجة المهدي المنتظر لما أطلق لسان الأخرس، ويمدح حجة الاسلام السيد ميرزا حسن الشيرازي ونحن نثبتها مع مقدمتها النثرية عملا بالأمانة الأدبية:
لما هبت من الناحية المقدسة، نسمات كرم الإمامة، فنشرت نفحات عبير هاتيك الكرامة، فأطلقت لسان زائر من اعتقاله، عندما قام عندها ملحفا في تضرعه وابتهاله، أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلك الحضرة، في نظم قصيدة تتضمن بيان هذا المعجز العظيم ونشره وأن أهني علامة الزمن، وغرة وجهه الحسن، فرع الأراكة المحمدية ومنار الملة الأحمدية، علم الشرعية، وامام الشيعة، لأجمع بين العبادتين، في خدمة هاتين الحضرتين فنظمت هذه القصيدة الغراء، وأهديتها إلى دار إقامته وهي سامراء، راجيا أن تقع موقع القبول، وقلت ومن الله بلوغ المأمول:
كذا يظهر المعجز الباهر * فيشهده البر والفاجر ويروي الكرامة مأثورة * يبلغها الغائب الحاضر يقر لقوم بها ناظر * ويقذى لقوم بها ناظر فقلب لها ترحا واقع * وقلب لها فرحا طائر أجل طرف فكرك يا مستدل * وأنجد بطرفك يا غائر تصفح مآثر آل الرسول * وحسبك ما نشر الناشر ودونكه هبا صادقا * لقلب العدو هو الباقر فمن (صحاب الامر) أمس أستبان * لنا معجز امره باهر بموضع غيبته قد ألم * أخو علة داؤها ظاهر رمى فمه باعتقال اللسان * رام هو الزمن الغادر فأقبل ملتمسا للشفاء * لدى من هو الغائب الحاضر ولقنه القول مستأجر * عن القصد في امره جائر فيناه في تعب ناصب * ومن ضجره فكره حائر إذا انحل من ذلك الاعتقال * وبارحه ذلك الضائر فراح لمولاه في الحامدين * وهو لآلائه ذاكر لعمري لقد مسحت داءه * يد كل حي لها شاكر يد لم تزل رحمة للعباد * كذلك أنشأها الفاطر تحدث وان كرهت أنفس * يضيق شجى صدرها الواغر وقل: أن قائم آل النبي * له النهي وهو هو الامر أيمنع زائره الاعتقال * مما به ينطق الزائر ويدعوه صدفا إلى حله * ويغضي على أنه القادر ويكبو مرجيه دون الغياث * وهو يقل به العاثر أحاشيه بل هو نعم المغيث * إذا نضنض الحادث الفاغر فبهذه الكرامة لا ما غدا * يلفقه الفاسق الفاجر أدم ذكرها يا لسان الزمان * وفي نشرها فمك العاطر وهن بها (سر مرا) ومن * به ربعها آهل عامر هو السيد (الحسن) المجتبى * خضم الندى غيثه الهامر وقل: يا تقدست من بقعة * بها يغفر الزلة الغافر كلا أسميك للناس باد له * بأوجههم أثر ظاهر فأنت لبعضهم سر من * رأى وهو نعت له زاهر وأنت لبعضهم ساء من * رأى وبه يوصف الخاسر لقد أطلق (الحسن) المكرمات * محياك وهو بها سافر فأنت حديقة أنس به * وأخلاقه روضك الناظر عليم تربى بحجر الهدى * ونسج التقى برده الطاهر هو البحر لكن طما بالعلوم * على أنه بالندى زاخر على جوده اختلف العالمون * على أنه بالندى زاخر على جوده اختلف العالمون * يبشر واردها الصادر بحيث المنى ليس يشكو العقام * أبوها ولا أمها عاقر فتى ذكره طار في الصالحات * وفي الخافقين بها طائر لقد جل قدرا فلا ناظم * ينال علاه ولا ناثر يباري الصبا كرما كفه * على أنه بالصبا ساحر فان أمطر استحيت الغاديات * ونادت: لأنت الحيا الماطر فيا حافظا بيضة المسلمين * لأنت لكسر الهدى جابر فبلغت لذتها من سواك * وبالزهد أنت لها هاجر تمنيهم في حماك المنيع * وهمك خلفهم ساهر سبقتم علا بدوام الاله * يدوم لكم عزه القاهر وحولك أهل الوجوه الوضاء * وكل هو الكوكب الزاهر كذا فلتكن عترة الأنبياء * وإلا فما الفخر يا فاخر ولا سهرت فيك عين الحسود * إلا وفي جفنها غائر فليس لعلياكم أول * وليس لعلياكم آخر وكلهم عالم عامل * وغيرهم لابن تأمر لكم قولة الفصل يوم الخصام * ويوم الندى الكرم الغامر وفرت على الناس دنياهم * فكل له حسنها ساحر وكل نجوم هدى من علاك * بها فلك بالهنا دائر فان جدت، فالعارض المستهل * وان قلت، فالمثل السائر فدم دار مجدك مأهولة * وباب علاك بها عامر وقال رحمه الله يمدح الحجة المهدي المنتظر في ذكرى مولده ويهنئ حجة الاسلام السيد ميرزا حسن الشيرازي بشرى فمولد صاحب الامر * أهدي إليك طرائف البشر وبطلعة منه مباركة * حي بوجهك طلعة البدر وكساك افخر خلعة مكثت * زمنا تنمقها يد الفخر هي من طراز الوحي لا نزعت * عن عطف مجدك آخر العمر واليك ناعمة الهبوب سرت * قدسية النفحات والنشر فحبتك عطرا ذاكيا وسوى * ارج النبوة ليس منعطر الان أضحى الدين مبتهجا * وفم الإمامة باسم الثغر وتباشرت أهل السماء بمن * حفت به البشرى إلى الحشر فرحت بمن لولاه ما حييت * شرف التنزل ليلة القدر ولما أتت فيه مسلمة * بالامر حتى مطلع الفجر لله مولده ففيه غدا * الاسلام يخطر أيما خطر هو مولد قال الاله به * كرما لعينك بالهنا (11) قري وحباك أنظر نعمة وفدت * فيه برائق عيشك النضر باكر به كأس السرور فما * أحلاه عيدا مر في الدهر صقلت به الأيام غرتها * وجلت وجوه سعودها الغر هو نعمة لله ليس لها * من في الوجود يقوم بالشكر فلكم حشى من أنسه حبرت * في روضة مطلولة الزهر ولكم على نشر الحبور طوت * طي السجل حشى على جمر من عصبة وتروا الهدى فلذا * حنقوا بمولد مدرك الوتر سيف كفاك بأن طابعه * ملك السما لجماجم الكفر بيديه قائمه وعن غضب * سيسله لطلى ذوي الغدر فترى به كم خدر ملحدة * نهب وكم دم ملحد هدر حتى يعبد الحق دولته * تختال بين الفتح والنصر للمجتبى (الحسن) الزكي زكى * عيص ألف بطينة الفخر نشأت (بسامراء) أنمله * ديما تعم الأرض بالقطر وكأنه فيها وصفوته * أهل النهى والأوجه الغر قمر توسط هالة فغدا * فيها يحف بشهبها الزهر متضوع أرج السيادة من * عطفي علاه بأطيب النشر عف السرائر طاهر الإزر * عذب الشمائل طيب الذكر (عمار) محراب العبادة قد * نشر الاله به (أبا ذر) وحباه علما لو يقسمه * في دهره لكفى بني الدهر حر العوارف يسترق بها * في كل آن ألسن الشكر ومنزة ما غبرت يده * تبعات هذي البيض والصفر جذلان يبدأ بالسخا كرما * ويعيده ويظن بالعذر وله شمائل بالندى كرمت * فغمرن من في البر والبحر والمر لم تكرم شمائله * حتى يهين كرائم الوفر مولى علت (فهر) بسؤدده * وله انتهى إرثا على فهر من لو مشى حيث استحق إذا * لمشى على (العيوق والنسر) الخلق من ماء لرقته * والحلم مفطور من الصخر تبري طلى الاعدام أنمله * بصنايع من معدن التبر لم تترك خطبا تصادفه * إلا ثنته مقلم الظفر يا واحد العصر استطل شرقا * فقد استنابك (صاحب العصر) ورأى (ولى الامر) فيك نهى * فدعاك: قم بالنهى والامر فمثلت في الدنيا وكنت لها * علما به هديت بنو الدهر يا خير من وفدت لنائله * وأجل من يمشي على العفر بك إن عدلت سواك كنت كمن * يزن الجبال الشم بالذر إن كان زان الشعر غيرك في * مدح فمدحك زينة الشعر ما ذا أقول بمدحكم ولكم * جاء المديح بمحكم الذكر كيف الثناء على مكارمكم * عجز البليغ وأفحم المطري فاسلم ولا سلمت عداك ودم * ولك العلى ونباهة القدر وقال مستغيثا بالامام الحجة المهدي المنتظر:
يا قائما بالحق حل بنا * ما لا يفرجه سوى لطفك بك عنه لذنا حيث لا شرف * عند الاله أجل من شرفك ترضى تعود نفوسنا سلبا * بيد الحمام ونحن في كنفك ويروعنا ريب المنون وقد * عذنا بجاه الغر من سلفك وقال يمدح الإمامين الكاظميين عليها السلام وقد ذهبت ولم يبق منها إلا هذه الأبيات الثلاثة:
قضاء حق الضيف أولى به * من شرع الواجب من حقه وعلة المر أرى برها * أرجى لذي العلة من خلقه والعبد لا يصلح من شأنه * إلا الذي يملك من رقه وقال يمدح الإمام الحسين (ع):
إذ لم أعود منك غير التفضل * فهل كيف لا أرجوك في كل معضل وإياك في عتب أطيل جراءة * لأنك في كل الأمور مؤملي وأنك بعد الله لا المرتجى الذي * عليه اتكالي بل عليه معولي وما أحد إلا ويقبر ميتا * وها أنا ذا حي قبرت بمنزلي على أن هذا الدهر طبق سيفه * الجوارح منى مفصلا بعد مفصل وحملني أعباءه فكأنني * على كاهلي منها أنوء بأجبل ومذ سد أبواب الرجا دون مقصدي * قرعت بعتبي منك باب التفضل أأصدر ضمآنا وقد جئت موردا * رجائي من جدواك أعذب منهل وتسلمني للدهر بعد تيقني * بأنك مهما راعني الدهر معقلي فهب، سوء فعلي من صلاتك مانعي * فحسن رجائي نحو جودك موصلي وقال يخاطب الإمام الحسين وأولاده عليهم السلام (12):
أإليكم تذل النفس من بعد عزة * وليست تذل النفس إلا لمن تهوى فلا تحوجوها بالسؤال لغيركم * فتسأل من يسوى ومن لم يكن يسوى

11 وفي نسخة: بالمنى.
12 لم يثبت البيتان في الديوان المطبوع.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»