ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٤٠
وقال يرثي الإمام الحسين عليه السلام:
أحسين مذ الحفاظ انتضاكا * كسر الموت جفنه عن شباكا مستميتا رآك فارتاع حتى * ود رعبا بأنه ما رآكا يا قتيلا ولا مرنة نبع * بشباها ولي ثار نعاكا وإلى الان ما بكاك حميم * بحسام دما فروى صداكا أكل اللوم هاشما بعد يوم * فيه سمر القنا شربن دماكا وقال الامام يرثيه عليه السلام وهي من أوائل منظوماته:
تروم مقام العز والذل نازل * ولم يك في الغبراء منك زلازل وترجو علا من دونها قدر القضا * وعزمك عن قرع المقادير نأكل إذا كنت ممن يأنف الضيم فاعتصم * بعزم له قلب الحوادث ذاهل وليس يزيل الضيم إلا أباته * ويرحض (153) عار الذل إلا المناضل رم العز في الخضراء بين نجومها * وكن ثاقبا فيها وهن أوافل وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت * أنيس المواضي فهي منك أواهل أما لك في شم العرانين إسوة * فتسلك ما سنته منها الأفاضل بيوت علاهم في الحوادث ان دهت * قنا وضبا مشحوذة وقنابل هم قابلوا في نصر مدرة (154) هاشم * أمية لما آزرتها القبائل وأجروا بأرض الغاضرية أبحرا * من الدم لم تبصر لهن سواحل بيوم كيوم الحشر والحشر دونه * أواخره مرهوبة والأوائل مناجيب غلب من ذؤابة هاشم * وآساد حرب غابهن الذوابل إذا صارخ الهيجا دهاهم تلملمت * لهم فوق آفاق السماء جحافل وإن غيمت بالنقع شمت بوارقا * لهم غربها بالموت والدم هاطل وللضاريات الصاغبات برزقها * قناهم بمستن النزال كوافل وفي أكبد الابطال تغرس سمرهم * ومن دمها خرصانهن نواهل لهم ثمرات العز من مثمراتها * فعزهم بين السماكين نازل ولم ير يوم الطف أصبر منهم * غداة بها للموت طافت جحافل وما برحت تلقى القنا بصدورها * إلى أن تروت من دماها العواسل بنفسي بدورا من سما مجد غالب * هوت أفلا بالطعن وهي كوامل ومن بعدهم يعسوب هاشم قد غدا * فريدا عن الدين الحنيف يقاتل على سابح لم تعتلق بغباره * إذا ما جرى يوم الرهان الأجادل عجبت لمن لم تستطع فوق ظهرها * على حمله الغبرا، له المهر حامل همام له عزم به الشم في الوغى * تعود أعاليهن وهي أسافل نضى لقراع الشوس عضبا مهندا * تميل المنايا أينما هو مائل وغادرهم في غربه جثما على * الثرى وبهم شغل من الموت شاغل وما زال يرديهم إلى أن قضى على * ظما والمواضي من دماه نواهل قضى بعد ما أعطى المهند حقه * ولا جسم إلا وهو للروح (155) ثاكل وخلف عدنا كأفراخ طائر * تحوم عليها كل حين أجادل وبالطف من عليا نزار عقائلا * أسارى ومن أجفانها الدمع هامل بلا كافل تطوي المهامه في السرى * وأنى لها بعد ابن أحمد كافل أمية هبي من كرى الشرك وانظري * فهل أسرت للأنبياء عفائل فما للنساء المحصنات وللسرى * تجوب بها البيداء عيس هوازل وما لبنيات الرسول وللظما * بقفر به للحر تغلي مراجل فتحسب رقراق السحاب بموره * نطافا ومنها الماء في الأرض سائل فتجهش من حر الضماء بركبكم (156) * ولم يك في استجهاشها الركب طائل ألا يا لحاك الله فارتقبي وغى * يثور بها من غالب الغلب باسل هو القائم المهدي يدرك ما مضى * من الثار فليهمل لك الثار هامل طلوب فلو في مهجة الموت وتره * لشق إليه الصدر والموت نأكل ينال بحد السيف ما هو طالب * ويمضي ولو أن المنية حائل شروب بماضي الشفرتين دم العدى * وأجسامهم بالسمهرية آكل أملتهم الكونين في فم عزمه * حنانيك ما في ذمنا الدهر طائل متى يا رعاك الله، طال انتظارنا * تقيم عماد الدين إذ هو مائل وتجتاح قوما منهم كل شارق * تغولكم شرقا وغربا غوائل وتصبح فيكم روضة الدين غضة * وتزهر منكم للأنام الخمائل بني الوحي أهدى (حيدر) مدحة لكم * يدين لها (قس) بما هو قائل فعذرا فاني (بأقل) إن أقل بكم * مديحا له قس الفصاحة (بأقل) وصلى عليكم خالق الخلق ما جرت * على رزئكم سحب الدموع الهواطل

153 يغسل.
154 مدرة الرجل بيته.
155 وفي نسخة: للنفس.
156 وفي نسخة: بركهم.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»