* يا قليل العزاء في الأهوال * وكثير الهموم والأوجال * * اصبر النفس عند كل ملم * إن في الصبر حيلة المحتال * * لا تضيقن بالأمور فقد يك * شف غماؤها بغير احتيال * * قد يصاب الجبان في آخر الص * ف وينجو مقارع الأبطال * ورواها صاحب الحماسة البصرية لحنيف بن عمير المذكور وقيل أنها لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب لعنه الله. ونسبها العيني لأمية بن أبي الصلت. وهذا لا أصل له.
وقوله: يا قليل العزاء هو بالفتح بمعنى الصبر والتجلد. وقوله: اصبر النفس أي: احبسها. والملم: الحادث من حوادث الدهر وهو اسم فاعل من ألم إذا نزل. وغماؤها: مبهمها ومشكلها وهو بالغين المعجمة يقال: أمر غمة أي: مبهم ملتبس. ويقال: صمنا بالغمى بفتح الغين وضمها وصمنا للغماء على فعلاء بالفتح والمد إذا غم الهلال على الناس وستره عنه غيم ونحوه. وصحفه) العيني فقال: عماؤها بالعين المهملة وتشديد الميم للضرورة. والعماء في اللغة: السحاب الرقيق سمي بذلك لكونه يعمي الأبصار عن رؤية ما وراءه. وأراد بها ما يحول بين النفس ومرادها.
هذا كلامه. قال السيوطي في شرح شواهد المغني: أخرج ابن عساكر من طريق الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: هربت من الحجاج فسمعت أعرابيا ينشد:
* يا قليل العزاء في الأهوال * وكثير الهموم والأوجال *