وعلى هذا حمل بعضهم قول المتنبي:
* كفى بجسمي نحولا أنني رجل * لولا مخاطبتي إياك لم ترني * ونقل ثعلب في أماليه عن المازني أن زيادة الباء في قوله: فكفى بنا شاذ وإنما تدخل الباء على الفاعل. وحب النبي: فاعل كفى ومحمد عطف بيان للنبي وحب مصدر مضاف إلى فاعله وإيانا مفعوله. وفضلا: تمييز محول عن الفاعل والأصل كفانا فضل حب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الدماميني: فضلا حال وتنوينه للتفخيم أي: كفانا حب النبي حالة كونه فضلا عظيما. ولا يصح كونه مفعولا ثانيا لكفى لفساد المعنى. انتهى. وروي بعده: شرفا وعلى: متعلقة به وهما بمعنى المزية والفضيلة. وهذا البيت لكعب بن مالك شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدمت ترجمته في الشاهد السادس والستين. ونسب إلى حسان بن ثابت رضي الله عنه أيضا ولم يوجد في شعره. قال ابن هشام اللخمي في شرح شواهد الجمل: وقيل: هو لعبد الله بن رواحة الأنصاري وقيل: لبشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك. وهو مع كثرة وجوده في كتب النحو لم يذكر أحد ما قبله إلا السيوطي في شرح شواهد المغني وهو:
* نصروا نبيهم بنصر وليه * فالله عز بنصره سمانا *