خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١١٠
إلى آخر الأبيات. فقلت: ما وراءك يا أعرابي فقال: مات الحجاج فلم أدر بأيهما أفرح: أبموت الحجاج أم بقوله فرجة لأني كنت أطلب شاهدا لاختياري القراءة في سورة البقرة: إلا من اغترف غرفة بالفتح. انتهى. وقد رويت قصة أبي عمرو بن العلاء هذه على وجوه مختلفة منها رواية الصاغاني في العباب قال: قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء وكان قد هرب من الحجاج إلى اليمن يقول: كنت مختفيا لا أخرج بالنهار فطال علي ذلك فبينا أنا قاعد وقت السحر مفكرا سمعت رجلا ينشد وهو مار:
* ربما تكره النفوس من الأم * ر له فرجة كحل العقال * ومر خلفه رجل يقول: مات الحجاج قال أبو عمرو: فما أدري بأيهما كنت أفرح أبموت الحجاج أم بقوله: فرجة بفتح الفاء وكنا نقوله بضمها. اه. ومنها ما رواه الدماميني في الحاشية الهندية قال: يحكى عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان له غلام ماهر في الشعر فوشي به إلى الحجاج فطلبه ليشتريه منه. قال: فلما دخلت عليه وكلمني فيه قلت: إنه مدبر. فلما خرجت قال الواشي: كذب. فهربت إلى اليمن خوفا من شره فمكثت هناك وأنا إمام يرجع إلي في المسائل عشر سنين فخرجت ذات يوم إلى ظاهر الصحراء فرأيت أعرابيا يقول لآخر: ألا أبشرك قال: بلا. قال: مات الحجاج فأنشده:
* ربما تكره النفوس من الأم * ر فرجة كحل العقال * وأنشده بفتح الفاء من فرجة. قال أبو عمرو: لا أدري بأي الشيئين أفرح أبموت الحجاج أم بقوله فرجة بفتح الفاء ونحن نقول فرجة بضمها وهو خطأ.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»