خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٠٤
علم ضعف قول من ذهب إلى ما في البيت: كافة مهيئة لدخول رب على الجمل كما في الآية. قال ابن الحاجب في شرح المفصل: وكونها اسما أولى لأن الضمير العائد على الموصوف حذفه سائغ ومن الأمر تبيين له. وإذا جعلت ما مهيئة كان قوله من الأمر واقعا موقع المفعول بتقديره تكره النفوس شيئا من الأمر. وحذف الموصوف وإبقاء الصفة جارا ومجرورا في موضعه قليل. انتهى. وقد ناقشه الشارح المحقق بعد نقل كلامه بالمعنى بأنه لا يلزم من كون ما مهيئة أن يكون من الأمر واقعا موقع المفعول حتى يرد ما ذكر لجواز أحد أمرين: أحدهما: يجوز بقوله أن تكون من متعلقة بنكرة وهي للتبعيض كما في) أخذت من الدراهم أي: أخذت من الدراهم شيئا. فكذا معناه تكره من الأمر شيئا.
ثانيهما: تضمين تكره معنى تشمئز وتنقبض بدليل رواية سيبويه وغيره: ربما تجزع النفوس من الأمر فإن تجزع لازم لا يقتضي مفعولا به. وبقي وجه ثالث وهو جواز كون من زائدة عند الأخفش والكوفيين. وتبع ابن الحاجب شارح اللباب الفالي قال: لا يتعين كون ما موصوفة إذ قيل إنها كافة مهيئة لدخول رب على الجمل ولكن الأولى جعلها موصوفة لوجهين: أحدهما: أنه حمل لرب على بابه الكثير وهو كونها غير مكفوفة. والثاني: أن تكره لا بد له من مفعول حينئذ وتقديره: شيئا من الأمر ولكن حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ضعيف. اه.
وقول الخوارزمي في التخمير: لا يجوز قول ما كافة لئلا تبقى من التبيينية لا معنى لها يمنع كونها حينئذ تبيينية. ويجاب بأحد الأوجه الثلاثة.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»