خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٢
وهذا البيت لعمران بن حطان الخارجي. وقبله: الوافر * ومن يقصد لأهل الحق منهم * فإني أتقيه كما اتقاني) * (علي بذاك أن أحميه حقا * وأرعاه بذاك كما رعاني * يقال: قصدته وقصدت إليه. وضمير منهم للخوارج. ومن للبيان. جعل الخوارج بزعمه أهل حق. أي: من قصد لأهل الحق من الخوارج بمكروه فإني أدافعه وأحاربه واتقيه كما يتقيني.
وقوله: ولي نفس تنازعني الخ يقول: إذا نازعتني نفسي فيحملها على ما هو أصلح لها أقول لها: طاوعيني لعل أجد المراد والظفر أو قلت لها لعلي أفعل هذا الذي تدعوني إليه. فإذا قلت لها هذا القول طاوعتني.
وعمران بن حطان هو على ما في الجمهرة: عمران بن حطان بن ظبيان ابن شعل بن معاوية بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل السدوسي البصري التابعي المشهور أحد رؤوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذي يرون الخروج ويحسنونه لغيرهم ولا يباشرون بأنفسهم القتال. وقيل: القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه.
وفي الأغاني إنما صار حطان من القعدة لأن عمره طال وكبر وعجز عن الحرب وحضورها فاقتصر على الدعوة والتحريض بلسانه. وكان أولا مشمرا لطلب العلم والحديث ثم بلي بذلك المذهب فضل وهلك لعنه الله. وقد أدرك صدرا من الصحابة وروى عنهم وروى عنه أصحاب الحديث.
قال ابن حجر في الإصابة: وقد أخرج له البخاري وأبو داود واعتذر عنه بأنه إنما خرج عنه ما حدث به قبل أن يبتدع. واعتذر أبو داود عن التخريج بأن الخوارج أصح أهل الأهواء حديثا عن قتادة.
وكان عمران لا يتهم في الحديث. وكان سبب ابتلائه أنه تزوج امرأة منهم فكلموه
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»