خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٤١
قال النحاس: قال سيبويه في قولهك عساك: الكاف منصوبة. واستدل على ذلك بقولهم: عساني ولو كانت الكاف مجرورة لقال عساي. قال: ولكنهم جعلوها بمنزلة لعل في هذا الموضع.
قال: فهذان الحرفان لهما في الإضمار هذا الحال كما كان ل لدن مع غدوة حال ليست مع غيرها. قال محمد بن يزيد المبرد: هذا غلط منه يعني جعله عسى بمنزلة لعل. قال: لأن أفعال الرجاء لا تعمل في المضمر إلا كما تعمل في المظهر. قال: تقديره عندنا أن المفعول مقدم والفاعل مضمر كأنه قال عساك الخير والشر.
وأراد المبرد أن عسى ككان لأنهما فعلان. وذهب أبو إسحاق إلى صحة قول سيبويه واحتج له بأن عسى ليس بفعل حقيقي بل هو شيبة بلعل. ووجدت بخطي عن أبي إسحاق: يجوز أن يكون الضمير في موضع نصب بعسى في عساك والمرفوع محذوف أي: عسى الأمر إياك.
وليس هذا بناقض لما أخذته عنه لأنه قال: يجوز. فذاك عنده الأصل وأجاز قول المبرد.
انتهى.
وزعم الأخفش تبعا ليونس أن عسى باقية على عملها عمل كان ولكن استعير ضمير النصب مكان ضمير الرفع.
قال ابن هشام في المغني: ويرده أمران: أحدهما: أن إنابة ضمير عن ضمير إنما ثبت في المنفصل نحو ما أنا كأنت لا أنت كأنا.
والثاني: أن الخبر قد ظهر مرفوعا في قوله: الطويل انتهى.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»