خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٠
والدليل على أنها منصوبة إنك إذا عنيت نفسك كان علامتك ني قال عمران بن حطان: الوافر * ولي نفس أقول لها إذا ما * تنازعني لعلي أو عساني * فلو كانت الكاف مجرورة لقال: عساي ولكنهم جعلوها بمنزلة لعل في هذا الموضع. فهذان الحرفان لهما في الإضمار هذا الحال كما كان ل لدن حال مع غدوة ليست مع غيرها وكما أن لات إذا لم تعملها في الأحيان لم تعملها فيما سواها فهي معها بمنزلة ليس فإذا جاوزتها ليس ورأي أبي الحسن أن الكاف في لولاك في موضع رفع على غير قياس كما قالوا: ما أنا كانت ولا أنت كأنا وهذان علم الرفع كذلك عساني.
ولا يستقيم أن تقول: وافق الرفع الجر في لولاي كما وافقه النصب إذ قلت معك وضربك لأنك إذا أضفت إلى نفسك فالجر مفارق للنصب في هذه الأشياء. ولا تقل وافق الرفع النصب في عساني كما وافق النصب الجر في ضربك ومعك لأنهما إذا أضفت إلى نفسك اختلفا.
وزعم ناس أن موضع الياء في لولاي وني في عساني في موضع رفع جعلوا لولاي موافقة للجر وني موافقة للنصب كما اتفق النصب والجر في الهاء والكاف وهذا وجه رديء لما ذكرت ولأنك لا ينبغي أن تكسر الباب وهو مطرد وأنت تجد له نظائر.) وقد يوجه الشيء على الشيء البعيد إذا لم يوجد له غيره. وربما وقع ذلك في كلامهم وقد بين بعض ذلك وستراه فيما يستقبل إن شاء الله. هذا نص سيبويه برمته.
قال الأعلم: الشاهد في هذا البيت إتيان ضمير الخفض بعد لولا التي يليها المبتدأ
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»