خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٠
فكان معنى الشعر مصطلى الأعالي. ونظير هذا: هند فارهة العبد حسنة وجهه. تريد حسنة وجه العبد. ولو قلت حسنة وجهها كنت قد أضفت الشيء إلى نفسه. وسيبويه إنما ذكر هذا البيت على ضرورة الشاعر والغلط عندي.
ثم قال في آخر الكتاب في ذكر ما جاء كالشاذ الذي لا يقاس عليه: وهو سبعة منه تغيير وجه الأعراب للقافية تشبيها بما يجوز: قال: ومما يقرب من هذا قوله جونتا مصطلاهما وإنما الكلام المصطلين فرده إلى الأصل في المعنى لأنك إذا قلت: مررت برجل حسن الوجه فمعناه حسن وجهه فإذا ثنيتقلت مررت برجلين حسني الوجه فإن رددته إلى أصله قلت برجلين حسن وجوههما. فإذا قلت وجوههما لم يكن في حسن ذكر مما قبله وإذا أتيت بالألف واللام وأضفت الصفة إليها كان في الصفة ذكر الموصوف. فكان حق هذا الشاعر لما قال مصطلاهما أن يوحد الصفة فيقول: جون مصطلاهما. انتهى.
فقد بان لك مما نقلنا عنهم وهم أرباب النقد في هذا العلم أن الراد عى سيبويه ليس المبرد لا سيما أبو علي فإنه قال: لا أعرف قائل هذا القول. والشارح المحقق قال هو المبرد. وفوق كل) ذي علمك عليم. والله أعلم.
وقد تكلم على هذا البيت في باب الصفة المشبهة أيضا وقال: كلام المبرد تكلف والظاهر مع سيبويه.
وأنشد بعده وهو 3 (الشاهد الحادي بعد الثلاثمائة)) الطويل * رحيب قطاب الجيب منها رقيقة * بجس الندامى بضة المتجرد * على أن إضافة رحيب إلى قطاب في حكم إضافة جونتا إلى مصطلاهما في القبح. قال السيرافي: ومما يدخل في هذا النحو قول طرفة: رحيب قطاب الجيب البيت وهذه الإضافة رديئة بمنزلة حسنة وجهها وذلك أن الأصل
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»