خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٥
وجهها قال: وذلك أنه لا خلاف بين النحويين أن قولنا زيد حسن وجه الأخ جيد بالغ وأنه يجوز أن يكنى عن الأخ فنقول زيد حسن وجه الأخ جميل وجهه فالهاء تعود إلى الأخ لا إلأى زيد فكأنا قلنا زيد حسن وجه الأخ. جميل وجه الأخ.) قال: فعلى هذا قوله كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما كأنه قال جونتا مصطلى الأعالي فالضمير في الصطلى يعود إلى الأعالي لا إلى الجارتين فيصير بمنزلة قولك: الهندان حسنتا الوجوه مليحتا خدودهما. فإن أردت بالضمير في خدودهما الوجوه كان كلاما مستقيما كأنك قلت حسنتا الوجوه مليحتا خدود الوجوه. فإن أردت بالضمير الهندين فالمسألة فاسدة فكذلك جونتا مصطلاهما إن أردت بالضمير الأعالي فهو صحيح وإن أردت بالضمير الجارتين فهو رديء لأنه مثل قولك هند حسنة وجهها.
قال: فإن قال قائل: فإذا كان الضمير في مصطلاهما يعود إلى الأعالي فلم يثنى والأعالي جمع قيل له: الأعالي في معنى الأعليين فرد الضمير إلى الأصل.
* متى ما تلقني فردين ترجف * روانف أليتيك وتستطارا * فرد تستطار إلى رانفتين لأن روانف في معنى رانفتين. وعلى هذا يجوز أن تقول الهندان حسنتا الوجوه جميلتا خدودهن لأن الوجوه في معنى الوجهين فكأنك قلت: جميلتا خدود الوجهين.
قال أبو بكر بن ناهض القرطبي: هذا التأويل حسن في إعادة الضمير الذي في مصطلاهما إلى الأعالي لولا ما يدخل البيتين من فساد المعنى وذلك أنك إذا قلت: كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما إن معناه اسودت الجارتان واصطلى أعاليهما كما أن معنى قولك الهندان حسنتا الوجوه مليحتا خدودهما إنما المعنى
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»