وأنشد بعده وهو الشاهد الثالث والتسعون بعد المائة على أن أسد العرين واء النجف حالان غما على تقدير مثل وإما على تأويلهما بوصف أي: شجعانا وضعافا. وهذا ظاهر.
وهذا البيت آخر أبيات أربعة لأحد أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي:
* أيمنعنا القوم ماء الفرات * وفينا السيوف وفينا الحجف * * وفينا علي له صولة * إذا خوفوه الردى لم يخف * * ونحن الذين غداة الزبير * وطلحة خضنا غمار التلف * فما بالنا أمس أسد العرين ومنشؤها على ما ذكر في كتاب الفتوح وكتاب الروضة للحجوري: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما نزل يصفين وصفين مدينة عتيقة من بناء الأعاجم على شاطئ الفرات بالقرب من قنسرين فسبقه معاوية إلى الفرات ومنع عليا وأصحابه من الماء فأرسل علي رضي الله عنه إلى معاوية الأشعث بن قيس وصعصعة بن صوحان وقال: اذهبا إلى معاوية وقولا له: خيلك حالت بيننا وبين الماء ونحن نكره قتالكم قبل الإعذار فأبلغاه الرسالة وجرى بينهم كلام: فقال الأشعث: إنك إن تمنعنا بالماء تر منا ما لا تريد فخل عن الماء قبل أن تغلب عليه وقال ابن صوحان: إنا لا نموت عطشا وسيوفنا على عواتقنا فاستشار معاوية أصحابه) فقال له الوليد بن عتبة وهو أخو عثمان من أمه: امنعهم كما منعوه عثمان فقال عمروب ن العاص: ما أظن عليا يظمأ وفي يده أعنة