خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١٩٢
الخيل وهو ينظر إلى الفرات فخل عنه وعن الماء.
وقال ابن أبي سرح: أمنعهم الماء منعهم الله إياه فقال ابن صوحان: غنما منعه الله الفجرة مثلك ومثل هذا الفاسق: الوليد. وبقي أصحاب علي يومهم وليلتهم عطاشا. فسمع علي رضي الله عنه صبيا ينشد: أيمنعنا القوم ماء الفرات ورجع الأشعث فقال: أيمنعنا القوم وأنت فينا خل عني وعنهم غدا قال علي: ذلك إليك.
فنادى مناد له: من كان يريد الماء والموت فميعاده الصبح فأصبح على باب مضربه أربعة عشر ألفا وسار القوم وكل يرتجز برجزه ثم قال الأشعث: تقدموا فلما أشرفوا على الماء قال لأصحاب معاوية: خلوا عن الماء وإلا وردناه فقال أبو الأعور السلمي: لا والله حتى تأخذنا السيوف وإياكم فقال: الأشعث للأشتر: أقحم الخيل فأقحمها حتى غمست سنابكها في الماء وأخذ القوم السيوف فولوا عن الماء. اه.
فقوله: وفينا السيوف وفينا الحجف هو جمع حجفة بفتح الحاء المهملة والجيم يقال: للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب: حجفة ودرقة كذا في العباب. وقال ابن دريد في الجمهرة: هي جلود من جلود الإبل يطارق بعضها على بعض ويجعل منها الترسة. وقوله: ونحن الذين غداة الزبير يشير به إلى وقعة الجمل. والغمار: جمع غمرة بالفتح وهي الشدة. وقوله: أسسد العرين هو بفتح العين المهملة.
في الصحاح: العرين والعرينة: مأوى الأسد الذي يألفه يقال: ليث عرينة وليث غابة. وأصل العرين جماعة الشجر. وقوله: شار النجف الشاء: جمع شاة في الصحاح: الشاة من الغنم تذكر وتؤنث والجمع شياه بالهاء في أدنى العدد تقول: ثلاث شياه إلى العشرة فإذا حاوزت فبالتاء فإذا كثرت قيل هذه شاء كثيرة. زجمع الشاء شوي. والنجف بفتح النون والجيم قال ابن الأعرابي: هو الحلب الجيد حتى ينفض الضرع يقال: انتجفت
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»