خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١٨٦
* وإني لذو حليف كاذب * إذا ما اضطررت وفي الحال ضيق * * وهل من جناح على مسلم * يدافع بالله ما لا يطيق * إسلام وقد بمعنى شق وقطع طولا. يريد: كشفت هذا الغم عني باليمين الكاذبة كما كشفت الشقراء) ظهرها بسق جلها عنه.
وسبب هذه الأبيات على ما روى محمد بن سلام قال: كانت عند الشماخ امرأة من بني سليم إحدى بني حرام بن سمال فنازعته وادعت عليه طلاقا فحضر معها قومها فأعانوها. فاختصموا إلى كثير بن الصلت وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه قد أقعده للنظر بين الناس فرأى كثير أن لهم عليه يمينا فالتوى الشماخ باليمين يحرضهم عليها ثم حلف. وقال هذه الأبيات.
وعن القاسم بن معن قال: كان للشماخ امرأة من بني سليم فأساء إليها وضربها وكسر يدها ثم لما دخل المدينة في بعض حوائجه تعلقت به بنو سليم يطلبون بظلامة صاحبتهم فأنكر فقالوا له: احلف فجعل يغلظ أمر اليمين وشدتها عليه ليرضوا بها منه حتى رضوا. فحلف وقال:
* ألا أصبحت عرسي من البيت جامحا * بخير بلاء أي أمر بدا لها * * على خيرة كانت أم العرس جامح * فكيف وقد سقنا إلى الحي مالها * * سترجع غضبي نزرة الحظ عندنا * كما قطعت عنا بليل وصالها * أتتني سليم قضها بقضيضها وقيل: سببها أنه هجا قوما فاستحلفوه فحلف وتخلص منهم.
والشماخ اسمه معقل بن ضرار الغطفاني. وهو مخضرم: أدرك الجاهلية والإسلام. وله صحبة.
وجعله الجمحي في الطبقة الثالثة من شعراء الإسلام
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»