المرج: وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لان النواوير تسمى زخرفا ومنه سمى الذهب زخرفا والحشيش معايش للدواب والانعام وهو كأموال الدنيا التي ينال منها كل انسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لحما ولبنا وزبدا وسمنا وعسلا وصوفا وشعرا ووبرا فهو كالمال الذي به قوام الأنام وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه كبيت المال والسوق وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن لذهب، وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه السلام قال " الدنيا خضرة حلوة " فالحلوة الكلأ وكل ماحلا على أفواه الإبل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة وما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والارزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ وقد يدل على المال الحلال المحض وإن كانت حامضة الطعم فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب وما كان منه سمائم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع
(٢٣٧)