سمعت أبا بكر جعفر بن الخياط الشيخ الصالح يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم جالسا ومعه جماعة من الفقراء متسمين بالتصوف فإذا بالسماء قد انشقت فنزل جبريل ومعه ملائكة بأيديهم الطسوت والأباريق فكانوا يصبون الماء على أيدي الفقراء ويغسلون أرجلهم فلما بلغوا إلى مددت يدي فقال بعضهم لبعض لا تصبوا الماء على يديه فإنه ليس منهم فقلت يا رسول الله فان كنت لست منهم فانى أحبهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن مع من أحب فصب الماء على يدي حتى غسلتهما. قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه: رؤية الملائكة في النوم إذا كانوا معروفين مستبشرين تدل على ظهور شئ لصاحب الرؤيا وعز وقوة وبشارة ونصرة بعد ظلم أو شفاء بعد مرض أو أمن بعد خوف أو يسر بعد عسر أو غنى بعد فقر أو فرج بعد شدة وتقتضي أن يحج صاحبها أو يغزو فيستشهد فان رأى كأنه يعادى جبريل وميكائيل أو يجادلهما فإنه في أمر تحل به نقمة الله تعالى من ساعة إلى ساعة وكان رأيه موافقا لرأى اليهود نعوذ بالله وإن رأى أنه أخذ من جبريل طعاما فإنه يكون من أهل الجنة إن شاء الله وإن رآه حزينا مهموما أصابته شدة وعقوبة لأنه ملك العقوبة ومن رأى ميكائيل عليه السلام فإنه ينال مناه في الدارين إن كان تقيا وإن
(٦٣)