دما فلما أصبحت خرجت إلى المسجد وكان على بابه معبر فقصصت رؤياي عليه فقال يكذب عليك فكان كما قال. وأما الصلب فهو على ثلاثة أضرب صلب مع الحياة وصلب مع الموت وصلب مع القتل فمن رأى كأنه صلب حيا أصاب رفعة وشرفا مع صلاح دينه ومن صلب ميتا أصاب رفعة مع فساد دينه ومن صلب مقتولا نال رفعة ويكذب عليه. ومن رأى كأنه مصلوب ولا يدرى متى صلب فإنه يرجع إليه مال قد ذهب عنه. وقال بعضهم: للأغنياء ردئ ربما كان فقرا لان المصلوب يصلب عاريا وللفقراء دليل غنى وفي مسافري البحار دليل نيل المراد من أسفارهم والنجاة من الأهوال لان الخشبة مركب من خشب وشبيه بذيل السفينة وقيل إن صلب العبد عتقه. وقال بعضهم من رأى كأنه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون إليه نال رفعة وسلطانا وتصير الأقوياء والضعفاء تحت يده فان سال منه الدم فان رعيته ينتفعون به، ومن رأى كأنه يأكل لحم مصلوب نال مالا ومنفعة من جهة رئيس مرتفع، وقيل إنه يدل على أنه يغتاب سلطانا أو رئيسا دونه إذا لم يكن لما يأكل أثر. وأما الهزيمة فللكفار هي بعينها لقوله تعالى وقذف في قلوبهم الرعب وللمؤمنين ظفر في الحرب، ومن رأى جندا عادلين دخلوا بلدة منهزمين رزقوا النصر والظفر
(٢٩٤)