فان رأى أن الجن دخلوا داره وعملوا في داره عملا فان اللصوص يدخلون داره ويضرون به أو يهجم عليه أعداؤه في بيته والأصل في رؤيا الجن أنهم أصحاب الاحتيال لأمور الدنيا وغرورها.
وأما الشيطان فهو عدو في لدين والدنيا مكار خداع غير مكترث بشئ وإنما يكون تأويله السلطان وربما كان الأهل، ومن رأى كأن طائفا من الشيطان مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى دلت رؤياه على أن له أعداء كثيرة يريدون إهلاكه فلا ينالون منه مرادهم لقوله تعالى إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا الآية فان رأى كأن شهابا ثاقبا يتبع شيطانا دلت رؤياه على صحة دينه، ومن رأى كأن الشيطان خوفه دلت رؤياه على إخلاصه في دينه وعلى أمن من خوف هو فيه بدليل قوله تعالى فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ومن رأى الشيطان فرحا مسرورا اشتغل بالشهوات، ومن رأى كأن الشيطان نزع لباسه عزل عن ولاية إن كان واليا أو أصيب بضيعة إن كان صاحب ضيعة لقوله تعالى يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان الآية فان رأى كأن الشيطان قد مسه فان له عدوا يقذف امرأته ويغويها، وقيل إن هذه الرؤيا تدل على فرج صاحبها من غم أو شفاء من مرض لقوله تعالى واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى