رحمة، ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء، وأما قول الله عز وجل (وسلموا تسليما (فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه، قال: فقلت له: فكيف نصلي على محمد وآله؟ فقال تقولون صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، قال: فقلت ما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة؟ قال: الخروج من الذنب والله كهيئة يوم ولدته أمه. نقله عن المعاني للصدوق المجلسي في (البحار) ج 94 ص 55 ونقله عن البحار السيد مهدي الصدر في كتابه (أخلاق أهل البيت) ص 376.
وقال القمي في تفسيره: (وسلموا تسليما (يعني سلموا له بالولاية، وبما جاء به (1)، وقريب من هذا المعنى وارد أيضا عن علي أمير المؤمنين (في محاجاة له مع بعض الزنادقة ذكرها الطبرسي في (الاحتجاج) (2).
والظاهر لنا أنه لا مانع من صحة القولين معا بأن يكون الأمر من الله تعالى بالسلام عليه بالقول والتسليم له بالفعل عقيدة وعملا، وأن كنا نميل إلى القول الثاني المؤيد ببعض أحاديث أهل البيت (ع) ويذكره بعض المفسرين من أهل السنة في تفاسيرهم كالبيضاوي في تفسيره ج 4 ص 167 ط بيروت والطنطاوي في تفسيره (الجواهر) ج 16 ص 35 وغيرهما، ويؤيد بقول الله تعالى مخاطبا رسوله (ص): (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت