الصلاة على محمد وآله في الميزان - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٦٦
أمرهم بعد ذلك أن يصلوا عليه، ويسلموا تسليما بقوله: (صلوا عليه وسلموا تسليما (وفي أخباره بصلاته جل وعلا، وصلاة ملائكته عليه (ص) قبل أمر المؤمنين بالصلاة عليه دلالة واضحة على أن صلاة المؤمنين عليه إنما هي اتباع لله سبحانه وملائكته، وفيه التأكيد لها، والنهي عن تركها، وذلك مما يدل على وجوبها في الجملة.
وقوله تعالى: (وسلموا تسليما (في هذا النص قولان للمفسرين، الأول - وهو الذي عليه أكثرهم - معناه قولوا في الدعاء: السلام عليك يا رسول الله أو السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، أو ما شاكل ذلك، فهو تشريع للسلام عليه بالقول، وتأكيد له بالمصدر، وهو قوله: (تسليما (.
والقول الثاني للمفسرين معناه أي انقادوا لأوامره، وابذلوا الجهد في طاعته في جميع ما يأمركم به، وهذا المعنى ذكره شيخنا الطبرسي في تفسيره (1).
واستفادة من حديث أورده عن أبي عبد الله الصادق (حيث قال: عن أبي بصير قال: سألت الصادق عن هذه الآية أي (آية الصلاة على النبي) فقلت كيف صلاة الله على رسوله؟ فقال: يا أبا محمد تزكية له في السماوات العلى، فقلت قد عرفت صلواتنا عليه، فكيف التسليم فقال: هو التسليم له في الأمور. وفي حديث أخر رواه الصدوق في (معاني الأخبار) ص 349 - 350، بسنده عن أبي حمزة عن أبيه أنه قال: سألت أبا عبد الله (عن قول الله عز وجل: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (فقال الصلاة من الله عز وجل

(1) راجع مجمع البيان م 4 ص 369 - 370 ط صيدا.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»