مؤمن بعد رسول الله (ص) إلا وعلي (سيده، وأميره، وشريفه، وحيث إن بعض الآيات المصدرة بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا (فيها عتاب وتوبيخ، أو نهي وزجر كقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (2) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ([الصف / 3، 4] وكقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ([الحجرات / 13]. فابن عباس يقول في هذا الحديث الذي سبق ذكره: ولقد عاتب الله أصحاب محمد (ص) في القران وما ذكر عليا إلا بخير، إشارة إلى أن عليا لم يصدر منه - مطلقا - ما يستوجب به العتاب والتوبيخ أو النهي والزجر.
وكان أصحاب رسول الله (ص) - في حياته - يعرفون ذلك كله لعلي (يعرفون إنه الخليفة بعد النبي (ص) والقائم مقامه، وإنه منزه عن كل عيب يستوجب به الإنسان العتاب والتوبيخ، بل كانوا ينظرون إليه بعين الإكبار والإجلال كما ينظرون إلى رسول الله (ص)، ويعلمون إنه نفس رسول الله بآية المباهلة والمطهر تطهيرا بآية التطهير: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ([الأحزاب / 34].
البحث الرابع الأمر بالصلاة على النبي (ص)، والسلام عليه بعد أن أخبرنا الله سبحانه وتعالى إنه وملائكته يصلون على النبي (ص)، ووجه الخطاب إلى المؤمنين بقوله: (يا أيها الذين آمنوا (