التكاليف الإلهية، والرسالة لنبينا [موجهان لكافة الناس هذا ومن المعلوم أن أوامر الله ونواهيه متوجهة إلى كل بالغ عاقل من خلقه بلا فرق من آمن بالله، ومن كفر به، كما أن بعثة النبي (ص) بالرسالة إلى الناس عامة، لا إلى أناس دون آخرين، قال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ([الأعراف / 158] وقال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ([سبأ / 29] وقال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ([الأنبياء / 108].
عدم صحة أعمال الكافرين، وحكمته فالتكاليف الإلهية موجهة إلى الناس كافة، ولكن الكافرين منهم وأن كانوا مكلفين بالأعمال الصالحة والعبادات ولكنها لا تقبل ولا تصح منهم لكفرهم، قال تعالى (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد ([إبراهيم / 19]، وقال تعالى: (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ([النور / 40].
والسر أو الحكمة في عدم صحة أعمال الكافرين من جهة أنهم لم يتقيدوا - فيما يعملون به - بالكيفية التي شرعها الله لعباده، بل يعملون ما يعملون طبقا لأهوائهم وميولاتهم، أو تقليدا لأسلافهم من الظالمين المضلين، والحال أن التشريعات الإلهية ولا سيما في العبادات يجب أن