فجعل الله أدم محرابا وكعبة وبابا وقبلة، أسجد إليها الأبرار، والروحانيين الأنوار ثم نبه أدم على ما استودعه، وكشف له عن خطر ما أتمنه عليه بعدما سماه إماما عند الملائكة (1) فكان حظ آدم من الخير ماراه من مستودع نورنا، ولم يزل الله تعالى يخبئ النور تحت الزمان إلى أن فضل محمدا صلى الله عليه (وآله) وسلم في ظاهر الفترات، فدعا الناس ظاهرا وباطنا، وندبهم سرا وإعلانا، واستدعى عليه السلام التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبل النسل، فمن وافقه وقبس من مصباح النور المقدم اهتدى إلى سره، واستبان واضح أمره، ومن أبلسته الغفلة استحق السخط (2) ثم انتقل النور إلى غرائزنا، ولمع في أئمتنا فنحن أنوار السماء، وأنوار الأرض، فينا النجاة، ومنا مكنون العلم، وإلينا مصير الأمور، وبمهدينا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمة ومنقذ الأمة، وغاية النور، ومصدر
(٥٩)