الصلاة على محمد وآله في الميزان - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٥٩
فجعل الله أدم محرابا وكعبة وبابا وقبلة، أسجد إليها الأبرار، والروحانيين الأنوار ثم نبه أدم على ما استودعه، وكشف له عن خطر ما أتمنه عليه بعدما سماه إماما عند الملائكة (1) فكان حظ آدم من الخير ماراه من مستودع نورنا، ولم يزل الله تعالى يخبئ النور تحت الزمان إلى أن فضل محمدا صلى الله عليه (وآله) وسلم في ظاهر الفترات، فدعا الناس ظاهرا وباطنا، وندبهم سرا وإعلانا، واستدعى عليه السلام التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبل النسل، فمن وافقه وقبس من مصباح النور المقدم اهتدى إلى سره، واستبان واضح أمره، ومن أبلسته الغفلة استحق السخط (2) ثم انتقل النور إلى غرائزنا، ولمع في أئمتنا فنحن أنوار السماء، وأنوار الأرض، فينا النجاة، ومنا مكنون العلم، وإلينا مصير الأمور، وبمهدينا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمة ومنقذ الأمة، وغاية النور، ومصدر

(١) في التذكرة: فلما خلق الله آدم أبان فضله للملائكة، وأراهم ما خصه به من سابق العلم. فجعله محرابا وقبلة لهم فسجدوا له، وعرفوا حقه، ثم بين لآدم حقيقة ذلك النور، ومكنون ذلك السر.
(٢) في التذكرة: فلما حانت أيامه أودعه شيئا (نورا) ولم يزل ينتقل من الأصلاب الفاخرة إلى الأرحام الطاهرة، إلى أن وصل إلى عبد المطلب ثم إلى عبد الله ثم صانه الله عن الخثعمية حتى وصل إلى آمنة، ثم إلى نبيه (ص) فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا وعلانية، واستدعى الفهم (أي المدرك العاقل) إلى القيام بحقوق ذلك السر اللطيف، وندب العقول إلى الإجابة لذلك المعنى المودع في الذر قبل النسل، فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النور واهتدى إلى السر، وانتهى العهد المودع في باطن الأمر وغامض العلم، ومن غمرته الغفلة وشغلته المحنة غشى بصر قلبه من إدراكه وفي نص (استحق البعد).
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»