الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٦٣
طريق الحياة المشتركة:
أن يتجمل الزوجان لبعضهما أمر حسن ولا يحتاج إلى بحث أو نقاش، وأن يكون أحدهما في نظر الآخر عزيزا غاليا - هو الآخر - لا غبار عليه. ومن وجهة نظر الإسلام كنظام اجتماعي يحث المرء بعد الارتباط بالزواج أن ينظر إلى شريكه في الحياة على أنه المعشوق الوحيد في هذا العالم.
على أن هذا لا يستدعي التمثيل والتظاهر بل ينبغي أن تكون العلاقات صميمية يسودها الصفاء والسلام. ينبغي أن يكون هناك تعاون في كل شؤون الحياة.. أن تكون هناك مشاركة مخلصة بين الزوجين وتقاسم للحياة بكل حلاوتها ومرارتها.
لقد منح الله الإنسان العديد من النعم التي لا يمكنه إحصاؤها فضلا عن استقصائها ولا يليق بالإنسان - كإنسان - أن يوظف تلك الهبات والمزايا في طريق الآثام، ناهيك عن الأضرار الجسيمة التي تؤدي إلى تدمير حياته.
اجتناب المعاملة الفظة:
وأخيرا، يوصي الإسلام الزوجين بتعزيز الألفة والمحبة بينهما وأن لا يتوقف الزوجان عند مسألة الذوق - مثلا - أو الرؤية بل يسعيان ما أمكنهما ذلك إلى توحيد ذوقهما وطريقة تفكيرهما بعيدا عن روح التفوق والسيطرة التي تتناقض مع الحب والمودة .. ينبغي أن يكون البيت الزوجي عشا دافئا زاخرا بالمحبة والحنان لا معسكرا تدوي فيه صرخات الأوامر التي لا تقبل النقاش.
إن الإحساس بالغرور، والفظاظة في التعامل يحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق، ولذا فإن طريق الحياة المشتركة يحتاج إلى اعتدال وتحمل وتسامح. وإذا كان هناك تفوق في شأن يمتاز به أحد الزوجين على الآخر فإن هذا يستدعي الشكر الله والثناء عليه لا أن يكون سلطة يستخدمها لقمع زوجه وشريك حياته.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»