الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٦٨
أحد الطرفين، وبصورة غالبة الرجل حتى يتحول الأمر في بعض المرات إلى محضر تحقيقي، تحس فيه المرأة بشكل أو بآخر بأنها نابعة من سوء ظن أو شك، وعندما تعتقد المرأة ببراءتها فإنها تشعر بالمرارة لذلك. وقد تتراكم تلك المرارات في أعماقها وتتفاقم، وعندما تجد فرصة مناسبة تتفجر عن نزاع رهيب يهدد الأسرة بالدمار.
وعادة ما تثير الأسئلة المكررة نوعا من الحساسية وتزرع في النفس نوعا من سوء الظن حتى لو كانت نابعة عن حسن ظن، ولذا فعلى الرجل أن يلتفت إلى هذا الجانب في حياة المرأة لأن صفاء البيت في الواقع يعتمد على صفائها، وعندما يتعكر مزاجها فإن صفاء الأسرة برمته يتعرض للخطر.
الأسباب:
ومحاولة للإشارة إلى بواعث تلك القيود يمكن الإشارة إلى ما يلي:
1 - الجهل:
قد تتصور المرأة أن عمل زوجها خارج المنزل هو ضرب من ضروب التسلية والمتعة، غافلة عن مصاعب عمل زوجها والإرهاق الذي قد يشعر به، وفي مقابل ذلك يتصور الرجل أن زوجته ناعمة البال في مأمن من هجمات البرد وضربات الحر، وأن المنزل مجرد مكان للاستراحة والاسترخاء.
ولو اطلع كل منهما على معاناة صاحبه لتصححت رؤيتهما ولارتفع رصيد كل منهما لدى الطرف الآخر، ولارتفعت الكثير من القيود التي يحاول كل منهما فرضها على الآخر.
2 - سوء الظن:
قد تبرز القيود في بعض الأحيان بسبب سوء الظن الذي قد ينجم عن الخيال أو سوابق الماضي. ومن الضروري للزوجين أن يجعلا أنفسهما محلا للشبهات، إذ أن من السهل جدا أن يتهم الإنسان بشئ ما ولكن من الصعب إزالة آثار هذا الاتهام. وإذن ينبغي أن تكون المعاشرة والممارسات بعد
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»