الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٦١
وإذا كان لهذا المرض آثاره السلبية في الحياة الاجتماعية فإن له آثارا مدمرة في الحياة الزوجية لأنه يتناقض تماما مع متطلبات الحياة المشتركة والاعتراف بحقوق ورؤى وآراء الطرف الآخر، ولا يتوقف خطر ذلك على الزوج أو الزوجة بل يمتد ليشمل مصير الصغار أيضا.
إن الأنانية والنرجسية تجعل الحياة ضيقة خانقة بالنسبة للأزواج الذين قد يتحملون ذلك لاعتبارات عديدة ولكن مع تحمل الآلام والمرارة إضافة إلى سقوط شخصية الأنانيين في نظر أزواجهم ونظر الجميع.
4 - الشعور بالنقص:
قد يكون التكبر نتيجة للشعور بالنقص، وفي محاولة لتعويض ذلك يجنح الإنسان للسير في خيلاء مصعرا خده للآخرين، في حين يعاني في أعماقه خواء وإحساسا بالحقارة.
ولعل للأزمات التي تعصف في حياة بعض الناس وعجزهم عن الدفاع والمقاومة دورا في ظهور هذه العقد في نفوسهم، وتؤدي بهم في النهاية - وفي محاولة التعويض عن هذا الإحساس - إلى الميل للتكبر والاستعلاء على الآخرين. وعادة ما يعاني المتكبرون من خواء نفسي وشعور بالمهانة يتحمل آلامها أولئك الذين يرتبطون معهم برباط الزواج، إذ عليهم أن يتحملوا ألوانا من الممارسات المعقدة التي تشف عن تلك المشاعر المريضة.
أما أولئك الذين يتمتعون بغنى روحي فعادة ما يكونون على جانب كبير من اللياقة التي تؤهلهم لإدارة أنفسهم وجلب احترام الآخرين لهم.
تقييم الذات:
القليل من الناس من يعرف قدر نفسه ويتصرف على ضوء ذلك، بينما يخطئ الكثير في تقييم ذواتهم أو يرونها بغير حجمها الطبيعي، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور عقدة الغرور .
وفي الحياة الزوجية تتجلى ضرورة الرؤية السليمة للطرفين لنفسيهما
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»