الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٦٢
ولكل منهما، والأساس في ذلك أن تستند تلك الرؤية إلى الاحترام الكامل للطرف الآخر على أساس إنسانية الإنسان.
ولا مجال هنا لأي محاولة أو سعي لإثبات خطر التفوق والشعور بالاستعلاء الذي يهدد سلامة الحياة الزوجية.
إن حلاوة الحياة المشتركة هي في تلك الألفة والمودة التي تربط الطرفين بوشائج متينة حيث تذوب جميع الفروقات بينهما في اتحاد فريد. وعندما يبدأ الزوجان في المقارنة بينهما عندها تقرأ الفاتحة عليهما وعلى حياتهما معا.
ومن الخطأ الجسيم أن يحاول المرء توظيف موقعه - مهما بلغ من العلو - في علاقاته مع زوجه وشريك حياته، أو يسعى إلى تحقير الطرف الآخر الذي يجد نفسه مضطرا للبحث عن عيوبه وبثها هنا وهناك.
ضرورة التغيير:
إن مصلحة الحياة الزوجية تتطلب من الزوجين البحث عن السبل التي تؤدي إلى الاتحاد بينهما والتضامن بروح المحبة. ينبغي عليهما أن يلاحظا ذلك في أحاديثهما، وفي طريقة تفكيرهما ومواقفهما. ينبغي أن يكون سلوكهما باعثا على الأمل في الحياة والمستقبل.
أية لذة يجنيها الزوج الذي يحول زوجه إلى إنسانة تشعر بالحقارة والمهانة والصغار من أجل أن يروي ظمأه وتعطشه للتفوق والاستعلاء؟! وأي مجد سيحصل عليه إذا جعل من زوجه بوقا يسبح بحمده وثنائه ليل نهار؟!.
نعم إن الرجل سيد الأسرة، ولكن عليه أن يعي مسؤوليته جيدا في إدارة الأسرة كهم كبير، لا كمنصب يستعدي التفاخر والاعتداء..
إن أدبياتنا كمسلمين تدعونا - ومن أجل إسعاد الآخرين - إلى أن ننأى بأنفسنا عن كل أشكال الأنانية، والعمل بكل ما من شأنه أن يفيد المجتمع ويجعل الحياة فيه بسيطة وجميلة.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»