الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٦٥
التعبير - ذلك أن الأسرة، وإن بدت كمجتمع صغير، إلا أنها تحمل كل مقومات المجتمع الكبير.
فلو أن كان عضو في الأسرة يعمل ويتحرك في ضوء أهوائه وأذواقه دون أن يأخذ بنظر الاعتبار الآخرين في ذلك، ستعم الفوضى وسيطغى الاضطراب، وبالتالي ستتفكك الأسرة.
وإذن فإن هناك حدا للحريات والطموحات الشخصية التي ينبغي أن تنتهي عندما تصطدم ومصلحة الأسرة والحياة المشتركة. وقد تكون المرأة معنية أكثر بهذا الموضوع باعتبار أن الرجل أكثر ميلا للاستمتاع بالحرية وقد يشعر بالغضب عندما يرى أن حريته تتعرض للقيود، وفي هذه الحالة على المرأة اتخاذ أسلوب مناسب يعتمد المداراة والتخفيف من حدة بعض الالتزامات ريثما تتوفر الأرضية المناسبة، وفي غير هذه الصورة سوف يجنح الرجل إلى الاستبداد في رأيه وربما النزاع. وفي هذه المناسبة ينبغي أن نذكر الرجل أيضا بأن زمن الحرية المطلقة قد انتهى وأن الزواج بداية لعهد من المسؤوليات التي تتطلب منه غض النظر عن كثير من الأمور والحريات.
على هامش الحدود:
من أجل الإشارة إلى مدى نطاق هذه الحدود يمكن إدراج ما يلي:
1 - تنظيم الحضور:
وهذه من أبرز المسائل وأكثرها حساسية، وينبغي للزوجين الاتفاق عليها بعد أن اختارا الحياة سوية في بيت واحد وتحت سقف مشترك، ولذا فإن على الرجل أن ينظم وقته بحيث يكون له حضور في المنزل إلى جانب زوجته وأولاده بمعدل يقترب من نصف ساعات اليوم، ذلك أن المرأة ترغب في تواجد زوجها مثلما يرغب الرجل في حضور زوجته وتواجدها داخل البيت.
ومن الخطأ أن يبعثر الزوجان وقتيهما خارج المنزل هنا وهناك دون أن يفكرا بمسؤولياتهما تجاه الأسرة. وخلاصة المسألة أنه ينبغي على الزوجين
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»