الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٥٢
الانحرافات التي تطبع حياة البعض من الرجال أو النساء والتي تؤدي إلى انهيار الحياة المشتركة عن حسن نية.
نعم، نحن نؤمن بأن بعض المراحل من عمر الإنسان تقتضي التظاهر ومحاولة إلفات نظر الآخرين، ولكن - وبعد أن يخطو الخطوة الأولى في دنيا الحياة المشتركة - عليهما الالتزام بالضوابط الإلهية وتوظيف هذه الموهبة الإلهية في دائرة الشرعية التي يحددها الدين.
مسألة الهدى:
أن تكون الحياة زاخرة بالأحلام الملونة والأماني الجميلة أمر لا يعترض عليه أحد، ولا يدعي أحد كذلك بأن على الإنسان إذا ما وصل إلى سن البلوغ أن يقضي وقته بالعبادة والدعاء، بالرغم من أن دائرة العبادة من وجهة نظر الإسلام تسع جميع الأنشطة الإنسانية التي تحظى برضا الله سبحانه، حيث تعتبر بعض الأفعال كالأكل والنوم وحتى الممارسة الجنسية في حالات معينة عبادة يثاب عليها الإنسان.
إن ما يرفضه الدين هو الانقياد إلى الهوى واتباع الشهوات والوقوع في أسر الرغبات.
بعبارة أخرى سقوط الإرادة ووقوع الإنسان في أسر الأهواء النفسية.
فالذي لا يملك سلطانا على عينيه ولسانه وأذنيه، والذي لا يمكنه ضبط نفسه من الرغبات، لا يمكنه أن يتمتع بشخصية متماسكة متينة، وبالتالي يعرض سمعته وطهارة ثوبه إلى الخطر.
الأخطار:
متعددة هي الأخطار التي تنجم عن الوقوع في أسر الشهوة والانقياد إلى الهوى.
1 - المعاشرة والانحراف:
تخضع المعاشرة من ناحية إسلامية لضوابط محددة، فالإنسان المسلم
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»