الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٧٤
أعصابهم وأفقدهم القدرة على التحمل، فإذا بهم يهاجمون أزواجهم بشراسة ودون رحمة دون سبب وجيه ولو في الظاهر.
وقد نرى هذه الظاهرة حتى لدى النساء من اللواتي يصل عملهن داخل المنزل حدا وسواسيا رهيبا يجعلهن في النهاية جنائز - إذا صح التعبير - حيث يفقدن القدرة على التعامل مع أزواجهن بلباقة وأدب.
إننا نوصي الأزواج - نساء ورجالا - في اتخاذ جانب الاعتدال في العمل والحفاظ على الحدود التي تكفل التوازن المنشود.
4 - الاضطراب الفكري:
قد نجد أفرادا يعانون من اضطرابات فكرية ومن تشوش ذهني تعصف في رؤوسهم عشرات المسائل والمشاكل والهموم.
إن هذه المشاكل وما يتبعها من وسوسة فكرية تجعلهم سريعي الإثارة قليلي التحمل شديدي العناد، ولذا فإنهم ينفجرون لأقل اصطدام مما يدفعهم إلى إفراغ ما في أعماقهم من ثورة وغضب.
5 - عوامل خارجية:
قد ينشأ النزاع في الأسرة بسبب عوامل خارجية، فمثلا يعمل الزوج في مكان ما ثم يحصل له نزاع مع زملائه في العمل مما يخلف في نفسه شعورا بالمرارة يدفعه إلى إفراغ غضبه في محيط أسرته لسبب أو غير سبب.
أو نجد إحدى السيدات تتطلع إلى حياة جارتها المرفهة فلا تملك نفسها، حيث تتولد في أعماقها الحسرة التي تعبر عن نفسها أحيانا بالتشكي والبكاء.
ولعل الشباب يدركون مدى وضاعة مثل هذه التصرفات عندما يواجه أحدهم مشكلة في الخارج فينطوي على نفسه، فإذا عاد إلى منزله يحاول إفراغ همه وصب غضبه على أفراد لا ذنب لهم في ذلك.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»