أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) (1).
وبني المسجد وصارت قبور أصحاب الكهف مركزا للتعظيم والاحترام.
وهكذا يظهر لنا أن الهدف من البناء على قبور أصحاب الكهف إنما كان نوعا من التعظيم لأولياء الله الصالحين.
أيها القارئ الكريم: بعدما مر عليك من الآيات الكريمة الثلاثة لا يمكن القول بحرمة البناء على قبور أولياء الله ولا بكراهته بأي وجه بل يمكن اعتباره نوعا من تعظيم شعائر الله ومظهرا من مظاهر المودة إلى القربى.
وفي نهاية المطاف أقول لسماحة الدكتور:
إن بناء المساجد بجوار قبور الصالحين لا مانع فيه أبدا، لأنه يندرج تحت الأصول الإسلامية العامة المجوزة ذلك لأن الهدف من بناء المسجد هناك إنما هو عبادة الله تعالى بجوار مثوى أحد أحبائه وأوليائه الصالحين الذي منح البركة والشرف لتلك الأرض التي دفن فيها وبعبارة أخرى: إن الهدف من تشييد المساجد هناك التشجيع على أداء الفرائض الشرعية والعبادات، قبل زيارة ذلك القبر أو بعدها، فلا معنى للقول بحرمة بناء المسجد - بجوار قبور الصالحين لعبادة الله وأداء فرائضه الشرعية، وإن التأمل في قصة أصحاب الكهف يكشف لنا عن أن بناء المسجد بجوار القبر كان سنة متبعة عند الأمم والشرائع السابقة. والقرآن الكريم يشير إلى تلك السنة من دون أي رد أو نقد. وإن تقرير القرآن حجة شرعية - كما هو ثابت في علم أصول الفقه وهذا يدل على أن سيرة الموحدين المؤمنين في العالم كله كانت جارية على هذا الأمر وكان يعتبر عندهم نوعا من الاحترام لصاحب القبر وتبركا به.
ثم أقول: لماذا ذكر القرآن في سورة الكهف اقتراحهم من دون أي نقد أو رد؟
أليس ذلك دليلا على الجواز حضرة الدكتور؟